*الجواب الذي يحل العقدة دفعة واحدة هو بعد ثلاث ثوان من تبخر نتنياهو من الحياة السياسية ستقوم هنا حكومة*
حتى في هذه الايام الرهيبة يوجد ما يواسي القلب. فكيفما اتفق، ورغم ضربة الفارين، نجحنا في الافلات من وضع كان ينجح فيه نتنياهو ان يشكل حكومة برعاية "اتحاد مجالس" حكماء توراة شاس والحريديم، مجلس يشع للمستوطنين وعباقرة الليكوديادا.
وبمراعاة حقيقة أن المحرك من بلفور لا يعمل على الصدقات بعد الانتصار بل على الانتقام وجنون الاضطهاد، فإننا سنكون اليوم في ذروة ثورة شعبوية تقوم على اساس "ارادة الشعب" اليميني – الديني – القومجي – الليكودي.
ولا يزال، في اثناء التبجح الحالي الذي يستهدف اخراجنا من العقدة، وبلا تفويض واضح لتشكيل حكومة، يجري هذه الايام انقلاب بيروقراطي في داخل منظومات الديمقراطية يشبه انتشار الكورونا. من هنا فصاعدا يدور الحديث عن حصانة منظومة الحصانة الديمقراطية في داخل البيروقراطية الاسرائيلية، ولا سيما في منظومات انفاذ القانون – من المحكمة العليا وحتى الشرطة.
في هذه الايام نحن في المرحلة الاولى من الكورونا السياسية. بعض من الاعراض ظاهرة وبعضها خفية. الظاهرة هي اللوائح الجديدة من مدرسة نتنياهو بتنفيذ امير اوحنا ويولي ادلشتاين. كلاهما يستغلان سلسلة القيادة التي تعمل تحتهما تلقائيا. اوحنا يقصي منظومة القضاء وادلشتاين يمس بمنظومة الحصانة للمنظومة البرلمانية.
هنا لم يعد القانون هو الذي يتحدث، بل الاجراءات. إدلشتاين واوحنا ينزلان أمرا والموظفون ينفذون. وظيفتهم هي التنفيذ التفصيلي لامر المسؤول وعدم التدقيق في مواضيع الاجراء الديمقراطي. لا أرى ايال يانون، المستشار القانوني للكنيست. يدخل الى مكتب ادلشتاين ويوقفه رغم أن هكذا ينبغي له أن يتصرف. هكذا بالضبط يعمل الفيروس من نوع الكورونا: أمر يتسلل الى منظومات الحصانة شبه التلقائية في الجسد
لا شك أنه اذا لم يجد غانتس وشركاؤه الوسيلة للتعبير عن الـ 61 خاصتهم فان الطرف الاخر سينفذ سيطرة نهائية على مؤسسات الدولة. ليس الكورونا هو ما سيوقفهم (بل ربما سيساعدهم كستار دخاني) وبالتأكيد ليس الديمقراطية. فالمنظومة الوظيفية التنفيذية لا تبدو كحاجز حقيقي اذا أخذنا بالاعتبار حقيقة أنه في مفترقات عديدة يجلس موظفون تابعون، وليس واضحا كيف سيكون ممكنا منع الانقضاض الوبائي على الديمقراطية.
فهل الانضمام الى الحكومة من أجل اضعاف الفيروس والمخاطرة بتلقي العدوى؟ هل الجلوس لبعض الوقت الى جانب عصبة التكتل اليميني، وسد الانف، على أمل أن تمنح الصور المشتركة أزرق أبيض شرعية لدى اليمين الرقيق الذي سيتفضل بطيبته فيجتاز الروبيكون في الجولة التالية؟ هل السير حتى النهاية مع حكومة الـ 61؟ في واقع الامر لماذا لا؟
وان كان فقط من اجل أن تزال عن الطريق بضعة اضرار تلحق بالديمقراطية مما يساعد على الاشفاء حتى اذا ما جررنا الى انتخابات رابعة. هل السير الان بالرأس نحو الحائط الى المعارضة وجمع القوى للمنافسة القادمة؟ كل جواب يأتي، مثلما في الكفاح ضد الكورونا، سيختبر في اختبار الزمن.
لقد نسينا الامر الاساس: الجواب المثالي الذي يحل دفعة واحدة هذه العقدة العضال ظاهرا. بعد ثلاث ثوانٍ من تبخر نتنياهو من الحياة السياسية ستقوم هنا حكومة. في هذه الاثناء يمكن ويجب الصراخ: اخرج يا شيطان. من النظام السياسي ومن النظام الصحي ايضا.
معاريف- 18/3/2020
إضافة تعقيب