*ليفي أبيقسيس ليست الاولى التي تخرق وعدا انتخابيا، ولكن لخطوتها يوجد طعم من الخيانة الشخصية – السياسية ورائحة شديدة من الانتهازية*
عشية الانتخابات الاخيرة، حين اشارت الاستطلاعات بان احزاب اليسار، العمل وميرتس، تترنح على حدود نسبة الحسم، اعلنت النائبة اورلي ليفي أبيقسيس بانها خولت عمير بيرتس بادارة مفاوضات للوحدة مع ميرتس. وكلمة "خولت" شددتها على نحو خاص، والتي بدت وكأنها أحالت من صلاحياتها الى بيرتس الاكبر منها وأعطت ضوء أخضر للارتباط بكل ما ينطوي عليه الامر من معنى. الويل للسذاجة.
بخلاف ما كتبته هذا الاسبوع في البوست الذي طلقت فيه هذا الارتباط الذي منحها مقعدا في الكنيست، احد لم يفرض عليها الوحدة. العكس هو الصحيح. فقد أعلنت بانه لن تكون لها مشكلة للجلوس في حكومة مدعومة من الخارج من النواب العرب. ليفي أبيقسيس ليست الاولى التي تخرق وعدا انتخابيا، ولكن لخطوتها يوجد طعم من الخيانة الشخصية – السياسية ورائحة شديدة من الانتهازية.
ان تنكرها السريع للشراكة مع العمل وميرتس، اللذين على ظهرهما انتخبت للكنيست، ومعارضتها القاطعة لحكومة أقلية بدعم من اعضاء القائمة المشتركة، يذكر بمثل العقرب والضفدع. لقد قرصت ليفي أبيقسيس حزب اليسار الموحد والمضروب دون أن ترمش لها عين. في مثل كاريلوف، يسأل الضفدع العقرب: لماذا قرصتني؟ فكلانا سنغرق! فأجاب العقرب: هذه طبيعتي.
ومن هنا الى المشبه به. تعرض بيرتس لانتقاد شديد حين توجه الى الشراكة مع غيشر – حزب لشخص واحد، وحده ما كان سيجتاز نسبة الحسم. وبالنسبة لمصوتي العمل وميرتس كانت ليفي أبيقسيس غرسة غريبة عسيرة على الهضم. وقد فهموا بان خيرا لن يأتي من الارتباط بنائبة جذورها في اليمين، تربت في بيت ليكودي، كانت نائبة عن اسرائيل بيتنا (الذي انضمت اليه اساسا لاعتبارات الراحة والنفور من الانتخابات التمهيدية)، انسحبت بعد ان أشركها ليبرمان في مفاوضات مع الليكود ولم يعينها وزيرة، اقامت حزبا، ارتفعت في الاستطلاعات وتحطمت في صندوق الاقتراع. أما لحزب العمل فلم تضف له حتى ولا مقعد واحد.
بيرتس، لسبب ما، كان مقتنعا بان الحديث يدور عن دولاب انقاذ للعمل وعن استحداث سياسي – اجتماعي محطم للتعادل. هو اخطأ على مدى كل الطريق حين اعتقد بان صفقة الرزمة مع غيشر ستجتذب رجال اليمين. المصوتون لم يتدفقوا بكمياتهم. العكس هو الصحيح. الشراكة مع ليفي أبيقسيس أبعدت غير قليل من مصوتي اليسار. وثمن هذا المشروع الفاشل ستدفعه الان الكتلة باسرها. ليفي أبيقسيس أجرت احباطا مركزا شخصيا لبيرتس وصفت الاحتمالات الطفيفة لغانتس لان يستبدل الرجل المتمترس في بلفور.
قد تكون لم تنجح في الصمود امام الضغط من اليمين، وقد تكون خططت الخطوة مسبقا. مهما يكن من أمر فانها تنضم الى القائمة الطويلة وغير الفاخرة للفارين السياسيين ممن اخطأوا في الاعتقاد بان المقعد في الكنيست مسجل على اسمائهم في الطابو. على ميرتس وبيرتس ان يطالبانها باعادة المقعد. هذا على ما يبدو لن يحصل، وبالتالي، يمكن فقط الاسف في أن الجمهور خسر ايلان غيلئون، المكان الثامن في قائمة العمل – غيشر – ميرتس، النائب النشيط، القيمي، الاجتماعي، الايديولوجي وبالاساس الانسان.
استنتاج اليسار يجب أن يكون واحدا. عليه أن يكف عن التلعثم والاعتذار عن فكره وفي نفس الفرصة ان يستوعب بانه لا يوجد اي معنى لجهوده للتخفي في صورة يمين "رقيق" من خلال ضم يمينيين واضحين مثل ليفي أبيقسيس او مثل الثنائي هاوزر، هندل اللذين علقا في منطقة الاتصال لكحول لفان فقط بسبب الضغينة لنتنياهو والاعتراف بالخطر المحدق منه على قيم الديمقراطية.
على قادة المعسكر أن يعترفوا بانهم اخطأوا حين جروا وراء الحملة التحريضية والعنصرية لليكود، لخلق قاعدة تعاون متفق عليها مع نواب القائمة المشتركة والانقضاض على الهدف، حكومة كل مواطنيها، وسيكتشفون بان نتنياهو سبقهم بعدة خطوات في طريقه الى رئاسة الوزراء مع ثلاث لوائح اتهام أو الى حملة انتخابات رابعة.
معاريف- 12/3/2020
إضافة تعقيب