يديعوت أحرنوت- 3/12/2020
*هذه الخطوة، التي من الواضح أنها تأتي في اعقاب اغتيال فخري زادة قد لا تكون "الثأر الإيراني" ولكنها بالتأكيد زق اصبع في عين العالم*
من الصعب التقليل من دراماتيكية قرار المجلس الديني الاعلى في إيران أمس اقرار تشريع البرلمان لطرد مراقبي النووي، زيادة تخصيب اليورانيوم الى 20% والانسحاب من الميثاق الدولي لمنع نشر السلاح النووي – كل ذلك بعد شهرين اذا لم ترفع في هذا الوقت كل العقوبات عن إيران.
هذه هي المرة الاولى التي تسن فيها إيران قانونا مرتبطا بالزمن، فلا تهدد فقط، قانون لا يتعلق فقط بالخروج البطيء مما اتفق عليه في صيف 2015، الاتفاق النووي الدولي، مثلما فعلت حتى الان. هذا القانون، الذي اقر الان، اي الذي اصبح ملزما، يتضمن لاول مرة فك ارتباط تام عن كل وسائل الرقابة الدولية، عن كل نظام مكافحة نشر السلاح.
هذه الخطوة، التي من الواضح أنها تأتي في اعقاب اغتيال فخري زادة قد لا تكون "الثأر الإيراني" ولكنها بالتأكيد زق اصبع في عين العالم. كما أنها تعبر عن صراعات قوى داخلية في السلطة – هذه خطوة رغم أنف الرئيس روحاني، ومعقول الافتراض بانها ترتبط بالانتخابات المرتقبة في إيران في حزيران ومحاولة المحافظين احتلال منصب الرئاسة. لماذا هذا هام؟
أولا، لان وسائل الرقابة التي اخذتها إيران على عاتقها في اطار الاتفاق النووي اكثر تشددا من كل دولة ملتزمة بها في اطار الميثاق العادي. اما الان فإيران تقول انها ليس فقط ستعود الى الوضع ما قبل الاتفاق بل انها ستبعد من نطاقها كل المراقبين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية ووسائل الرقابة المقامة في مواقعها النووية.
ثانيا، ان إيران تقول انها تبدأ بتخصيب اليورانيوم من جديد الى درجة 20%. سطحيا، 20% هي قفزة صغيرة نسبيا عن 3.5% في هذه اللحظة في الطريق الى فوق 90%، والذي هو تخصيب عسكري واجب لانتاج سلاح نووي. عمليا، القفزة الى درجة 20% هي المرحلة الاصعب وتجاوز لمعظم الطريق للتخصيب العسكري. وصرح ديفيد اولبرايت، المسؤول الكبير السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لـ "نيويورك تايمز" امس انه سيستغرق إيران نحو نصف سنة لتحويل مخزونها من الوقود الى 20%. هذا وقت قليل جدا.
ثالثا، لان ما تفعله إيران هو استفزاز واضح للادارة الحالية. فبخلاف الانباء وكأن ترامب اوشك او يوشك على مهاجمة إيران، على الاقل حتى المساء فان الادارة تستعد اساسا لامكانية رد على اغتيال فخري زادة. ولكن بيان إيران هذا، واساسا لدى رئيس سريع الانفعال والرد مثل ترامب من شأنه في السيناريو المتطرف ان يخلق ردا آخر.
رابعا، لان تحديد دخول القانون حيز التنفيذ بشهرين ليس فقط الصاق نوع من المسدس في رأس بايدن بل الصاق قنبلة موقوتة بالطاولة في الغرفة البيضوية. اذا كان الإيرانيون يقصدون ما يقولون، فان بايدن سيكون ملزما بان يبلور سياسته منذ الشهر الاول لوجوده في البيت الابيض: هل سيجري مفاوضات مع إيران، واذا كان نعم فأي مفاوضات. واذا كان نعم فهل سيطلب من الإيرانيين، في المرحلة الاولى، وقف التهديدات وتخصيب اليورانيوم.
خامسا، لأنه ما الذي ستفعله اسرائيل التي ترى في المشروع النووي الإيراني – اذا كان حقا للاغراض السلمية فقط الذي لا يحتاج لاي تخصيب الى 20% – خطرا وجوديا؟ موسم الانتخابات الذي توجد فيه اسرائيل كفيل بان يبشر بتعظيم للتهديد الإيراني كجزء من حملات صاخبة بانتظارنا.
إضافة تعقيب