news-details

خذوا المسؤولية، لا تسافروا

*حتى لو كان العزل صعبا، لا تخرقوه فتعرضوا حياة الاخرين للخطر*

 

الان بالذات، حين تظهر المنظومة بكل جودتها، يظهر الجمهور الاسرائيلي كغير مسؤول بما فيه الكفاية. فمن هم، بحق الجحيم، اولئك الاسرائيليون الذين يواصلون السفر هذه الايام؟ صحيح، معظم السفريات الغيت وحتى تلك التي تخرج من البلاد ايضا تفعل ذلك وهي مليئة بشكل جزئي فقط. ولا يزال، في اليوم القريب القادم فقط توجد عشرات الرحلات الجوية التي ستغادر اسرائيل.

 فمن هم اولئك الاشخاص الذين سيكونون في هذه الرحلات؟ لا بد ان بعضا من المسافرين سيكونون سياحا يغادرون البلاد. ولكن عندما تكون الاعمال التجارية في كل ارجاء العالم توقفت عن العمل، وعن السياحة بالتأكيد لا مجال للحديث، إذن من هم اولئك الاسرائيليون الذين يواصلون السفر جوا الان؟ فهل ينقصنا تحدي من يتخذ لنفسه دور المستورد لمزيد من الاوبئة الى البلاد؟

عشرات السنين ونحن نعيش في دولة اسرائيل على رواية الخدعة الاسرائيلية، على انه لا يمكن الاعتماد على الاجهزة التي في لحظة الحقيقة كل شيء هنا ينهار، وها هو، بالضبط في احد الاختبارات الاكبر للجهاز العام في تاريخ الدولة الاختبار الذي لم تنجح فيه دول متطورة كثيرة اخرى، يتبين أن الجهاز عندنا يعمل على نحو فائق. وبشكل خاص توجه التحية الى مدير عام وزارة الصحة موشيه بار سيمان توف الذي يقود هذه الازمة بيد عليا وبرباطة جأش. ولكن الان بالذات يتبين انه حتى عندما يؤدي الجهاز مهامه على نحو جيد، يكفي بضعة اغبياء في اقصى الاطراف كي يفاقموا الازمة.

يكثر الملزمون بالعزل هذه الايام لدرجة انه لا يوجد اسرائيلي لا يعرف احدا ما يوجد في العزل. انا ايضا اعرف عددا من الاشخاص كهؤلاء. بعضهم يحترم القواعد بدقة. نعم، هذا مثقل، هذا مزعج، وبالتأكيد بعد العودة من خارج البلاد، أن يفرض عليك ان تؤجل العودة الى الحياة الطبيعية لاسبوعين آخرين، ولكن هذه هي القواعد ويجب احترامها، وبالاساس من اجل الاخرين.

ما هو مزعج جدا هم اولئك المواطنون الذين يخرقون تعليمات العزل. وأمس فقط سمعت عن ما لا يقل عن اثنين هم معرفة معارف لي ممن يستخفون تماما بتعليمات العزل. وهم يديرون حياة اعتيادية، يخرجوم بحرية من البيت، يتجولون في اماكن تعج بالناس بل ويذهبون الى العمل.

الكورونا هو وباء جوهر التصدي له هو التكافل المتبادل. قسم كبير منا يمكنهم على الاطلاق الا يشعروا بانهم تلقوا العدوى به. بعض آخر سيمرض بسهولة، وهكذا تتواصل السلسلة حين يكون في طرفها الاخير سكان يوجدون في خطر حقيقي.

صعب أكثر بكثير على من هو كبير بالسن ان يجتاز هذا المرض. من يأتي وهو في خلفية مرضية، بعضها منتشرة جدا مثل الازمة التنفسية، يمكن ان يتورط جدا مع هذا الوباء. فهل تريدون أن تكونوا انتم المسؤولون عن موت شخص آخر؟ هل تريدون أن تكونوا من يعوضوا بملايين الشواكل عائلة فقدت مصدر رزقها لانكم غير قادرين على ان تلتزموا بقوانين منقذة للحياة قررتها وزارة الصحة؟ بحياتكم، حتى لو كنتم أنفسكم عديمي كل مسؤولية، خذوا على الاقل المسؤولية عن حياة الاخرين.

 

 

يديعوت أحرنوت- 10/3/2020

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب