*ليفي أبوقسيس طرقت الباب على اصابع شركائها السياسيين واصابع كل من يحاول تحرير الدولة من خناق عائلة نتنياهو*
في بيان اورلي ليفي أبوقسيس الدراماتيكي عن "خرق المعايير والمبادئ الاساسية" تكون قد طرقت الباب على اصابع بيني غانتس، يئير لبيد وموشيه بوغي يعلون، ولكن ايضا على اصابع كل من الديمقراطية الاسرائيلية هامة له وكل من يؤمن بالتعايش المتضعضع في بلادنا.
ان المبادئ الاخلاقية المنشودة للسيدة ليفي أبوقسيس تسمح بالجلوس في حكومة تحت رئيس وزراء ستتلى عليه ا لاسبوع القادم لائحة اتهام خطيرة ضده، ولكنها لا تسمح بالجلوس في حكومة يؤيدها في تصويت الثقة، من الخارج، نواب يمثلون 20 في المئة من مواطني الدولة.
ان ضمير السيدة ليفي أبوقسيس المتنور يبرر قبول قيادة وتصدر من جانب من تلقى هدايا من الاثرياء بالملايين، متهم بالرشوة، الاحتياح وخيانة الثقة ويستثمر كل كفاءاته (الكثيرة) في الجهود لتحطيم الديمقراطية الاسرائيلية، ولكن لا يسمح للنواب الذين انتخبوا بشكل ديمقراطي أن يدعموا (من الخارج) حكومة في اسرائيل. بالاجمال منطقي.
لقد خدعت مصوتي العمل – غيشر – ميرتس بوقاحة. فقد الانتخابات اعلنت بانه لن تكون لها مشكلة في أن تشارك في الحكومة حتى لو أيدها اعضاء القائمة المشتركة من الخارج. صحيح، هذا يتقاطع مع الوعد المعاكس لقادة كحول لفان أنفسهم. ولكن هذا لا يجعل هذه الكذبة متنورة أكثر. لكحول لفان يوجد على الاقل جمهور انتخابي. اما للسيدة ليفي أبوقسيس فلا يوجد.
فقد اثبتت نتائج الانتخابات الاخيرة بانها تجلب معها بضع مئات، وفي افضل الاحوال بضعة الاف قليلة من الاصوات. وحتى في بيسان، مدينة ولادتها وقاعدة قوتها، لم تنجح في عرض نتيجة معقولة. العكس هو الصحيح. انضمامها الى العمل قلص التأييد لها فقط. وهي تعرف على نحو ممتاز بأن 100 في المئة من مصوتي الحزب الذي ادخلها الى الكنيست يعارضون الخطوة التي اتخذتها امس، ومع ذلك اتخذتها.
الباب طرقته على اصابع من يحاول تحرير الدولة من خناق عائلة نتنياهو، والصفعة وجهتها الى وجه عمير بيرتس عديم الشنب. فحلمه العظيم للتسلل الى معاقل اليمين وجلب مصوتي بلدات المحيط واليمين الرقيق اصبح كابوسا.
لا يجب أن يكون شك لدى احد: لو كان الوضع معاكسا، لشكل بنيامين نتنياهو حكومة بدعم من الخارج من القائمة المشتركة، من صقور فتح، كتائب عز الدين القسام بل ورفيف دروكر. وكان فعل كل شيء كي يصل الى الاغلبية في الكنيست. من اين اعرف؟ لان هذا ما فعله كل حياته. لقد نفذ عددا لا يحصى من الخطوات والتحالفات مع نواب عرب، مع يساريين، مع المنبوذين على انواعهم. فهو لا يرى في العيون. عندما يحاول الطرف الاخر عمل هذا يمارس الضغوط اليمينية الكاسحة التي قلة من يستطيعون الوقوف في وجهها.
اول من تساقط كالذباب، يوعز هندل وتسفي هاوزر. بعد ان القي به من مكتب رئيس الوزراء فقط لانه تجرأ على كشف تنكيلات مصور التنانير للموظفة في المكتب، قال هندل انه "ينبغي أن يكون قادرا على النظر في المرآة". آمل أن يكون هو وشريكه هاوزر قد حرصا مسبقا على ازالة المرايا من منزليهما. فقد كانا هناك، وهما يعرفان ما الذي يحصل هناك، يعرفان الفظاعة عن قرب، ولكنهما يفضلان ان يسمحا لكل هذا بان يستمر فقط كي لا يعطيان خبز مواطني هذه البلاد فرصة لان يشعروا بشركاء في اقامة حكومة (دون ان يندرجوا فيها).
لا يمكن ان نطهر من الذنب بيني غانتس، شركاءه ومستشاره. فهذا الحدث لم يكن أن يدارهكذا. في حدث كهذا كل شيء، كان ينبغي أن يتفق عليه مسبقا. ليبرمان، المشتركة وكذا الالغام المنتشرة على الطريق. واذا كان هاوزر وهندل وضعا المصاعب في الجولة الاولى، فلماذا ادرجوا في القائمة في الجولة الثانية ايضا (التي هي في واقع الامر الثالثة)؟ لماذا لم تحصل اورلي ليفي أبوقسيس بوعد من النوع الذي كان بنيامين نتنياهو سيعطيها اياه، مسبقا اذا كان يحتاج الى صوتها؟ كل هذه الامور سيضطر الرفاق في كحول لفان استيضاحه لاحقا.
في هذه اللحظة، فان الاحتمالات لاقامة حكومة في اسرائيل بدون بنيامين نتنياهو آخذة في الضعف. المتهم سيمتثل الاسبوع القادم امام محاكمته في المحكمة المركزية في القدس، ولو ان هذا منوطا به، لكان ممكنا جر الدولة الى جولة انتخابات رابعة. وليكن بالتوفيق لنا جميعا.
معاريف- 11/3/2020
إضافة تعقيب