يديعوت أحرنوت- 7/12/2020
سيناريو ليس خياليا جدا يرتب فيه نتنياهو عفوا له سواء من رئيس يختاره هو او أن يكون هو نفسه الرئيس مع صلاحيات رئيس الوزراء
ظاهرا، الحل بسيط، الاكثر بساطة. في حزيران 2021 ستدعى الكنيست لانتخاب رئيس اسرائيل الـ 11. وفرة من المرشحين سيتقدمون للانتخاب، مسلحين بوعد تلقوه من النواب وبالخيال الذي دفعهم لان يصدقوا الواعدين. قبل ساعتين من التصويت سيعلن ميكي زوهر بأن لديه بشرى مخلصة – نتنياهو وافق على أن يستجيب لاستجداءات الشعب الجالس في صهيون، وكذا الشعب في المنفى، وان يعرض ترشيحه لمنصب رئيس الدولة. مراسلو التلفزيون سيتجمدون في مواقع البث. وسيبحث النواب عن كلمات تعبر عن عظمة الموقف ولن يجدوها. معظم المرشحين سينسحبون من السباق، خوفا من الاهانة.
اما التصويت فسيكون القسم السهل. سيكون من سيصوت مع نتنياهو كي يتيح له الاعتزال بكرامة؛ وسيكون من سيصوت له كي يخرجه من بلفور، ولا يهم الى اين. وسيكون من سيصوت له بحكم العادة. الوحيدون الذين سيترددون هم مقربوه ورجال سلامته. فقد حل مشكلته وليفكر كل واحد منهم على حده.
ولكن ماذا سيكون عني؟ مهما يهم من امر، سينتخب في الجولة الاولى بالضربة القاضية. لم يسبق للكنيست أن اظهرت وحدة كهذه، سيقول بصوت متردد مختنق بالانفعال، الرئيس يريف لفين. شعب اسرائيل ينطلق اليوم الى طريق جديد. نتنياهو يتوجه الى صلاة شكر في الحائط الغربي. على مسافة غير بعيدة من هناك، في المحكمة المركزية في القدس، سيجتمع القضاة للتشاور.
المادة 14 في القانون الاساس رئيس الدولة بان رئيس الدولة لا يقدم الى محكمة جنائية. هذا هو القانون. بلا احابيل وبلا ألاعيب. والدولة يمكنها أن تستأنف المحاكمة بعد سبع سنوات، كما سيقترح بسخاء محامي نتنياهو.
ستكون هذه نهاية المعركة الاولى. في المعركة الثانية سيقترح الرئيس الجديد على رئيس الوزراء الجديد التبادل: انت تدخل الى البيت في شارع الرئيس وانا ا بقى في البيت في شارع بلفور. ماذا يهمك؟ هذا سيوفر مالا كثيرا على الدولة.
في المعركة الثالثة، الاخيرة، ستكون الكنيست مطالبة باعادة البحث في صلاحيات الرئيس. هو كفؤ جدا، على علاقات جيدة جدا، ستقول الوزيرة ميري ريغيف. وستكون فضيحة اذا ما بذرت الدولة طاقته الرائعة على الاحتفالات. وأنا اقترح ان نتعلم من تجربة دولة متطورة مثل روسيا. بوتين كان رئيسا ورئيس وزراء ومرة اخرى رئيسا، والصلاحيات انتقلت معه من منصب الى منصب. ما هو جيد لروسيا بالتأكيد جيد لاسرائيل.
اذا كان هذا السيناريو ناجحا جدا سيسأل القارئ، فلماذا لا يتبناه نتنياهو؟ لماذا يفضل اخذ الدولة الى انتخابات زائدة للمرة الرابعة، لفترة اخرى من حكومة لا تؤدي مهامها، في ذروة ازمة اقتصادية قاسية؟ الجواب، كما اخمن، يكمن في الطبيعة الكفاحية لنتنياهو. فهو يخوض حرب خنادق، حرب استنزاف، كل موقع بدوره.
اليوم دور ادعاءات المحامين؛ بعد ذلك حملة ضد القضاة؛ ولاحقا الانتخابات للكنيست التي ستولد ربما اغلبية لقانون شبه فرنسي، او حصانة من نوع آخر؛ واذا لم ينجح هذا فانتخاب رئيس يضمن مسبقا منحه العفو قبل قرار المحكمة، عفو ليس فيه عار ويسمح له بمواصلة مهام منصبه. اذا لم يوجد مرشح للرئاسة يمكنه أن يثق به فانه يمكنه ان ينتخب للرئاسة هو نفسه. بيت الرئيس كمدينة ملجأ،ـ كمدينة مفر: دوما يوجد مرة اولى.
آسف اذا ما بدا السيناريو باعثا على الاكتئاب: هذه فترة قاسية للناس المتفائلين. حتى الاسرائيليون الذين يقض مصير الدولة مضاجعهم سيسألون انفسهم هذه المرة لماذا، من اجل من، مجدٍ التوجه الى صندوق الاقتراع. لا يوجد اليوم جدال حقيقي حول مواضيع جوهرية، لا بين اليمين واليسار ولا بين اليمين واليمين. لا توجد صلة بين ما يقلق السياسيين وما يقلق الاسرائيليين. في الولايات المتحدة يتحدث المحللون بخوف عن فترة الشفاء التي بانتظارهم مع انتهاء عهد ترامب. فهم مدمنون. اسرائيل لا تختلف كثيرا: فنتنياهو رضع كل الاكسجين في الغرفة.
لا يوجد معنى كبير لاسماء المرشحين الذين يذكرون كل يوم في الاخبار. غادي أيزنكوت هو رجل ممتاز، ذكي، شجاع، ضميري، نقي من الخبث والفساد. كل من تابع عن كثبت حياته العسكرية يعتقد هكذا – وأنا ايضا. ولكنه لن يحقق الفرق في ساحة سياسية منشغلة بامر واحد – نعم أم لا نتنياهو.
وهكذا كل الاخرين - لبيد وغانتس وخولدائي ويعلون. كل واحد منهم مقتنع بانه هو، وفقط هو البديل، وكل الاخرين صفر. الف رجل اطفاء يقاتلون الواحد ضد الاخر لن ينجحوا في اخماد حريق اشعله رجل واحد، ولكنهم على حالهم.
إضافة تعقيب