ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو الذي ادخل الى المجال الاسرائيلي العام مفهوم "الحملة السلبية". من "بيرس سيقسم القدس" في 1996 وحتى محاولة تصوير رئيس كحول لفان بيني غانتس كعليل نفسيا في السنة الاخيرة، المرة تلو الاخرى امتطى نتنياهو ظهر الكراهية كل الطريق الى صناديق الاقتراع.
غير أنه في الانتخابات الاخيرة اجتاز نتنياهو الخطوط التي بين القذر والجنائي. فبإذنه استؤجرت شركة الاستخبارات CGI للتجسس على غانتس في محاولة لانتزاع معلومات محرجة وشخصية عنه. فارسال الجواسيس ليلاحقوا الخصم وان كان فعلا سافلا، الا انه ليس جنائيا بحد ذاته. غير أن الطريقة التي مول فيها التحقيق تبدو كخرق للقانون.
فالدفع لقاء التحقيق، بكلفة مئات الاف الشواكل، تم من خلال شركة وهمية – بخلاف قانون تمويل الاحزاب. وبالتوازي كان نتنياهو مشاركا شخصيا ايضا في الحصول على تسجيل لحديث خاص بين اسرائيل بخر، الذي كان المستشار الاستراتيجي لغانتس، وبين الحاخام غاي حبورا، مثلما كشفت ايلانا دايان عشية الانتخابات في اخبار 12.
وحتى بفرض أن من سجل الحديث كان الحاخام حبورا، ففي هذه الافعال مثابة جناية. إذ ان قانون التنصت بالخفاء يحظر التسجيل والتنصت على الحديث "لهدف كشف أحاديث بينه وبينها وهي من الحرمة الشخصية وليس لغرض اجراء قضائي بين الزوجين". ان مجرد التسجيل وكذا نشر اجزاء شخصية منه في موقع مشبوه عشية الانتخابات هو ظاهرا جناية تنصت بالخفاء شارك فيها نتنياهو شخصيا.
الى هذا تضاف محاولة الابتزاز للنائبة عومر ينكلوفتش من كحول لفان. فقد قيل لينكلوفتش في الايام الاخيرة انها اذا لم توافق على الفرار من حزبها الى الليكود، فستكشف معلومات خاصة عنها، تأتي ضمن امور اخرى من قسم منزوع من تسجيلات بخر والحاخام حبورا. هذه المعلومات الخاصة وعد محامي نتنياهو يوسي كوهن بالحصول عليها واعطائها له بواسطة تحقيقات CGI ضد غانتس.
ان التجسس، الابتزاز، التنصت بالخفاء وجنايات تمويل الانتخابات، هذه هي ما تجعل حملة 2020 لنتنياهو قضية ووترغيت محلية. على المستشار القانوني للحكومة أن يأمر بالتحقيق الفوري في الافعال، قبل ان يتمكن نتنياهو من تنحيته عن منصبه.
إضافة تعقيب