news-details

يوعز هندل، الاسرائيلي الجميل

*يوعز هندل هو النموذج الاسرائيلي الذي يريده معظم الاسرائيليون لأنه يحوي في داخله كل شيء ونقيضه. وهكذا بالضبط نحن نريد رؤية أنفسنا. ولكن الآن تكشف وجهه اليميني والعنصري. والاسرائيليون المتنورون غاضبون جدا منه*

 

يوعز هندل هو تجسيد للاسرائيلي الجديد، الجميل جدا. ولو كان يمكن استنساخ بطابعة ثلاثية الابعاد النموذج الاسرائيلي الجميل مثلما كان معظم الاسرائيليون يريدون رؤيته، لكنا سنحصل على هندل (أو حيلي تروفر).

شخص وسيم، عاش صباه في مستوطنة مع قبعة منسوجة تم خلعها، من الوحدة البحرية 13، مقدم في الاحتياط، لديه شهادة دكتوراة في التاريخ اليهودي ومحاضر عن الارهاب في بار ايلان، ألف كتاب بعنوان "اسمحوا للجيش الاسرائيلي بالانتصار"، واحاديث عن الشعب المختار تسيل من الحنجرة بشكل طبيعي وكأن لها صلة بالواقع؛ رئيس معهد له اسم ساحر هو "معهد الاستراتيجية الصهيونية"؛ ومؤسس جمعية لحقوق الانسان باسم لا يقل سحرا هو "حقوق الانسان الاسرائيلية"، هدفها الحفاظ على حقوق الانسان وتحسين مكانة اسرائيل؛ استنتاجاته تحولها الجمعية ليتم بحثها في الجيش الاسرائيلي؛ اضافة الى عضويته في المجلس العام "حاخامات بيت هيلل" و"نيتل" (المصابون بالصدمة على خلفية قومية)؛ وعضو في مجلس الامناء لجمعية "من اجل الغد"، كتاب "في بلاد غير مزروعة – رحلة اسرائيلية"، عاش في موشاف في جبال القدس. ما الذي نريده أكثر من ذلك؟.

هندل هو تجسيد للاسرائيلي الجميل، حيث أنه هذا وذاك، وهو يمثل الجميع. هكذا بالضبط نحن نريد رؤية أنفسنا: ليبراليون وفي نفس الوقت وطنيون. اخلاقيون وفي نفس الوقت صهاينة، محتلون وفي نفس الوقت انسانيون، يهودية وفي نفس الوقت ديمقراطية، علمانيون وفي نفس الوقت نؤسس ادعاءاتنا على وعد الهي، متنورون وفي نفس الوقت نؤمن بحقنا الحصري في البلاد، عصريون وفي نفس الوقت نقدس الحجارة، يهود وفي نفس الوقت اسرائيليون، اخلاقيون جدا ونؤمن بالقيم، وطنيون يحبون التنزه في "مسارات اسرائيل" والغناء معا "بلادي، وطني" و"نحن الاوائل دائما"، وبالطبع، الخدمة في الاحتياط.

هندل هو الاسرائيلي الجميل لأنه لا يوجد لدينا أي قبح على الاطلاق. الجيش الاسرائيلي هو الجيش الاكثر اخلاقية. اسرائيل هي منارة العدل. الاحتلال فرض عليها ونحن بشكل عام ضحاياه. "يؤلمني أنه يجب علينا فعل ذلك، لكن لا يوجد لنا أي خيار"، قال عن فظائع الاحتلال. الاسرائيليون يحبون ذلك، "شعب الله المختار"، لكن لا يوجد مناص. الاكثر اخلاقية، لكن هذا فرض علينا. لن نغفر في أي يوم للعرب الذي يجبروننا على اطلاق النار على اولادهم.

في مقابلة مع رفيت هيخت ("هآرتس"، 7/2) قال: "ثقافة العرب هي الغابة. هناك يوجد خرق فاضح لكل حقوق الانسان التي نعرفها في العالم الغربي. هم لم يصلوا الى مرحلة التطور التي يوجد فيها حقوق للانسان". متحدث اسرائيلي، مؤيد متحمس للاحتلال، أحد اقسى الطغاة في العالم الذي يتجرأ على التحدث عن حقوق الانسان ويعظ الآخرين بالاخلاق. هل يوجد مستوى اكبر من الوقاحة وعدم الوعي الذاتي.

هندل هو تجسيد لحلم الوسط السياسي. لذلك، وجد مكانه في كحول لفان، ليس يمين وليس يسار. ايضا هو يمين مثلما هو يسار، شيء ما في الوسط. ذاك المكان في الوسط هو في معظم الحالات يمين متخفي، وفي أقلها يسار الجبناء. هندل ينتمي للمجموعة الاولى. الى هذه الدرجة يصل الحلم: الكسب من كل العوالم، الذهاب مع والشعور ضد.

هندل غير عنصري، لا سمح الله. ما العنصري فيه؟ هو صهيوني. هو ينفعل من تقارير زوجته الطبيبة عن التعامل مع العرب في المستشفيات، وحتى أنه يحب أن تظهر طباخة عربية في برنامج "ماستر شيف". ما هو العنصري هنا؟ حقوق قومية لن يحصلوا عليها في أي يوم، قال. دولة؟ ليسموها ما يريدون، اضاف. هو ليس مستوطن تلال يقوم بضرب العرب. هو ليس ايتمار بن غبير. هو فقط يعرف ما يعرفه الجميع.

الآن تم كشف وجهه اليميني، القومي المتطرف والعنصري. والاسرائيليون المتنورون غاضبون جدا. كيف تجرأ على تمزيق القناع عن وجهه؟ كيف تجرأ على أن يكون عنصريا بالنسبة للعرب والقائمة المشتركة. نحن لسنا على هذه الصورة أبدا.

هآرتس- 12/3/2020

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب