"لا" "لا" لنعم نقولها خشية من سياط الجلادين!
"نعم" "نعم" لنعم نقولها لنضرم النار تحت أقدام العتاه المتجبرين!
"لا" لنعم الاستسلام!
"نعم" لنعم النضال من أجل الحق والعدل والاعتدال.
لقد اعتدنا أن نرفق "نعم" بالابتسام.. لهذا يعتقد البعض أن النفي والعبوس صنوان.
هل يقع هذا الاعتقاد السائد في خانة الصواب؟!
يقيني أننا نستطيع قول "لا" ونحن نبتسم.. هذا أمرٌ طبيعي.. فيه تتجسد اللباقة واللياقة ونجاعة الحوار.
عندما ترتسم الابتسامة على وجوهنا نمارس العطاء دونما تكلفة أو إنفاق.. يجلب المبتسم طمأنينة بل سعادة له ولمن يحيط به في البيت وخارج البيت.
كلمة "ابتسام" كما وردت في كتاب لأنيس منصور: أولها "أب" وآخرها "أم". أرى في هذه المصادفة اللفظية ألقا فوق "ألق". الابتسام الذي تفرزه طبيعة الانسان. لغة الابتسام لا نتعلمها في كليات اللغات لأنها تولد معنا كإحدى الغرائز التي تجعل واحدنا انسانا يمتلك اللباقة ولطيف الكلام. هنالك من الناس من يغيب عنهم الابتسام ليحتل مكانه عبوس يتسم بالنفور والتنافر وجفاف الحوار.
ثمة أوقات يجب ان نقول فيها "لا" لأصدقائنا ولأفكار السوء التي تدفعنا للتورط في المكاره والعثرات!
يجب ألا نتردد في قول "نعم" عندما نستطيع ذلك. يقيني أن "نعم" الإمعات فيها اذدناب وركوع وخنوع. أما "لا" التحدي ففيها صوت للحق والكرامة وفيها شموخ ورعاية للمبادئ.
على واحدنا أن يضع القيم الإنسانية في ميزان حديثه قبل استعمال كلمة "لا" كم يشوه جواب النفي المتسرع وجه الاقناع المقترن والملتحف بالمنطق والموضوعية.
"جوابٌ لطيف يبعد الغضب": كلام نقرأه في الكتاب المقدس.. فلماذا نتسرع ونشهر سيوف "النفي" في أحاديثنا؟!
لنذكر دائما هذه الحكمة من الامام علي: "من لانت كلمته وجبت محبته".
أراد مدير مصنع أن يقيل أحد العمال فكتب له:
"يا بني.. لا أعرف كيف سنتدبر أمورنا بدونك.. لكننا سنحاول ذلك ابتداء من يوم الاثنين القادم".
"ما ألطف هكذا إقالة"!
"ما أروع هكذا "لا"!
إضافة تعقيب