news-details

الرفيق عباس زين الدين، عهدناه أخا وأبا، أحببناه دون تحفظ واحترمناه دون مواربة | عيسى نقولا

ايها الحفل الكريم،

لا يسلم من صروف الزمان أحد وكل ابن انثى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول.

الرفيق العزيز جدا دكتور عصام، دكتور عادل، العزيزة الهام، دكتورة عبير، السيدة الفاضلة هيفا، أيها الرفاق الاعزاء - تعيشوا وتفتكروا.

خبا بالأمس نجم في سمائنا وغَرمنا فارسا حلو الشمائل عفيف النفس مقداما على الصعب صبورا على المحن، أحب الدنيا فبادلته حبا بحب وجعلته كالنحلة لا يأكل الا طيبا ولا يطعم الا الطيب، جمّلته بمحاسنها وحَبَته بشيم تليق بالأنبياء، بشاشة وابتسامة على السراء والضراء والشدة والرخاء وعلى العافية والبلاء، سريرته في صفاء النّمير، خطابه ضرب من السهل الممتنع، لا يعنّف ولا يستجدي، ملقاه كنسمة صيف طيبة ترد الروح في وضح الرمضاء.

خبرناه رفيقا بلشفيا حقيقيا، عهدناه أخا وأبا، احببناه دون تحفظ واحترمناه دون مواربة.

سيرة بلورية في هذا الزمن العَكر لا يعقلها ذو بصيرة حتى يتساءل من اي تغريبة نسخ هذا الرجل، من اي كتاب عتيق مسكون بمزامير الالفة والصدق والوفاء، بأي ماء يمجّ مسكا وعنبرا قد عجن.

ايها الراحل الباقي، ذخرا كنت لنا في هذا البلد الطيب، لك في وجداننا مقام عالٍ، اهل حيفا من شرقها الى غربها يُكنّون لك عرفانا جميلا على كل قطرة عرق بذلتها وانت تجوب الاحياء سيرا على القدمين من أجلهم.

فرصة لي اليوم ان انحني حبا وتقديرا لك على مشاركتك المُجدية وسعيك الدؤوب في سبيل اعلاء شأن العمل الجماهيري البلدي خلال العشر الأخيرة من سني القرن الماضي.

مشوارك أيها الرفيق لم ينته بعد، فرُبّ يوم صالح نهتف فيه لك ولرفاقك الأوائل ونزغرد وقد انجزنا نصرا يستحق الزغاريد.

نم قرير العين ابا عصام، عائلتك الصغيرة الرائعة التي أنشأت ورفاق دربك على العهد باقون.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب