في مهرجان سياسي فنيّ حاشد عقد في مدينة سخنين، افتتحت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة حملتها للانتخابات البرلمانية المقبلة التي ستجرى في التاسع من نيسان/ أبريل 2019.
وبهمم عالية، وبعزيمة قوية، وبحضور واسع وكبير من نشطاء الجبهة ومؤيديهم، انطلق المارد الأحمر نحو تحقيق النصر الكبير والمبين في الانتخابات، وسط تأكيد المتحدثين على أن الجبهة هي البيت الديمقراطي والوطني الوحيد الذي يضمن الشراكة الحقيقية العربية اليهودية وهو البيت اليساري الحقيقي للجماهير عامة نحو العدالة والاشتراكية والسلام.
افتتح المهرجان سكرتير منطقة حيفا رجا زعاترة ورئيسة لواء الجليل في نعمات ختام واكد، مرحبين بالحضور، من منتخبي جمهور، رؤساء سلطات محليّة ومندوبين في النقابات العماليّة والأطر المختلفة. ثم استقبل الجمهور المرشحين الستّة الأوائل في قائمة الجبهة للانتخابات البرلمانية: أيمن عودة، عايدة توما -سليمان، عوفر كسيف، يوسف جبارين، جابر عساقلة ويوسف العطاونة.
وفي كلمته الافتتاحية قال رئيس بلدية البلد المضيف، د. صفوت أبو ريا، رئيس بلدية سخنين: "شكرًا للجبهة على اختيار سخنين لتكون مكان الانطلاقة، هذا البلد الوطني يستحق أن يحتضن هذا المهرجان الوطني". وفي كلمته اعتبر أبو ريا أن القائمة المشتركة مشروع وطني واجبنا الحفاظ عليه.
وأكد أمين عام الحزب الشيوعي عادل عامر في كلمته أنه "من هذه الأرض المروية بدماء الشهداء الزكية، من سخنين ويوم الأرض انطلقت الجبهة". وتطرق عامر عن الوحدة الكفاحية ودور الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في النضالات التاريخية، ومن بينها يوم الأرض الخالد. وتطرق في كلمته للأزمة الفنزويلية، والتكالب الأمريكي عليها ودعمها للانقلاب قائلا "نبعث بتحياتنا الى فنزويلا قيادة وشعبًا، ونعود لنؤكد موقفنا التاريخي ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية".
وفي كلمتها، قالت عضوة الكنيست عايدة توما – سليمان إننا "أمام معركة كبيرة وخطيرة، وانا لا اتحدث عن الانتخابات، معركتنا الحقيقية هي ضد المؤامرة التي يحكيها اليمين الاسرائيلي على شعبنا الفلسطيني وعلى المواطنين في اسرائيل، بدعم أمريكي، لتصفية الشعب الفلسطيني وقضيته".
وأضافت أن حكومة اليمين العنصري بقيادة الفاسد نتنياهو تعمل على إرساء نظام عنصري فوقي يهودي ودولة الابرتهايد، معتبرة أن "نتنياهو المتهالك يريد في هذه الانتخابات فسحة مع الزمن، للاستمرار في مؤامرته، ونحن لا ننتظر المستشار القضائي لكي يقدم لائحة اتهام، نحن نتهم نتنياهو، نتهمه بالجرائم التي إرتكبها بحق شعبنا".
أما د. عوفر كسيف المرشح الثالث في القائمة فقد أوضح أن هذه الانتخابات مصيرية بحق، بقوله " نقف اليوم أمام انتخابات مصيريّة فعلًا، الأحزاب الصهيونية تتنافس فيما بينها من الأكثر عنصرية، فقط شراكة يهودية عربية هي البديل الحقيقي. والجبهة هي الوحيدة من تمثّل هذا الخط، خط الشراكة الحقيقية".
المرشح الرابع لقائمة الجبهة للكنيست والنائب د. يوسف جبارين اوضح في كلمته أن الجبهة حازت على ثقة الناخب في انتخابات السلطات المحلية العربية التي جرت في أواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، فقال "50 بالمئة من رؤساء السلطات المحلية المنتمين للأحزاب هم جبهويين، هذا هو الاستطلاع الحقيقي الذي نعتمد عليه".
وتابع: "نحن نجابه قانون القومية في الكنيست وفي أن نواجه هدم البيوت في قرانا العربية ان نتواجد في الاتحاد الاوروبي وان نتواجد في لجنة التعليم البرلمانية. هذه هي الجبهة تجمع بين القومي واليومي بين الخاص والعام". واختتم بالقول "نستطيع أن نقلب الطاولة على كل من لا يريد خيرًا لشعبنا".
المرشح الخامس في قائمة الجبهة جابر عساقلة أكد أنه لا يمكن اشتراط المواطنة الكاملة بالواجبات وأوضح "هنالك مجموعة من الضباط العرب الدروز تحاول التأثير على قانون القومية وتعديله، ولهم نقول إن أصغر الحقوق هي المواطنة ولا يمكن ربط او اشتراط المواطنة الكاملة والمتساوية بالواجبات، حقوقنا تنبع من كوننا مواطنين وأصحاب هذه البلاد الأصليين".
اما المرشح السادس في قائمة الجبهة يوسف العطاونة فقال "نحن ذاهبون الى هذه الانتخابات ونحن في طليعة النضال في النقب. الجبهة كانت وما زالت رأس الحربة في النضال ضد هدم البيوت، ضد قانون "كمينتس"، ضد التخطيط العنصري، حيث أن هذه الدولة تتعامل بنظامين، تخطيط لليهود وتخطيط للعرب. معًا ننطلق من سخنين الأرض، ومن النقب وكل الجليل نحو تحقيق نصر أكيد".
الكلمة الأخيرة في مهرجان انطلاق حملة الجبهة الانتخابية، كانت لرئيس القائمة المشتركة ورئيس قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة النائب أيمن عودة، الذي أكد على دور الجبهة بالحفاظ على الوحدة الكفاحيّة الوطنيّة وعلى القائمة المشتركة.
وأوضح عودة في كلمته "نحن حزب وجبهة لنا نواب في الكنيست ولسنا نواب بنوا لهم حزب! نحن جسم كبير ممتد في كل مكان، لنا فروعنا وقياداتنا في كل مكان". وتابع "نؤكد على الوحدة الوطنية والعمل على الحفاظ على القائمة المشتركة بكل مركباتها، وهذا المهرجان اليوم جاء ليؤكد أن هذه الجبهة ما وعدت الا ووفت وما أرادت الا ونالت، وأن قوة الجبهة هي الضمان الأساسي للوحدة الوطنية".
ولم ينسَ عودة ذكر قمة العار التطبيعية في وارسو، مشددًا أنهم يجتمعون هناك ليتحدثوا عن مكانة "عرب إسرائيل" ونحن هنا من جليل فلسطين نقول لهم أنتم عرب إسرائيل اما نحن فصامدون هنا في أرضنا ولن ننكس أعلامنا أبدَا".
واختتم المهرجان بعرض دبكة لفرقة "بقاء" التابعة للشبيبة الشيوعيّة فرع سخنين. هذا وكانت الجبهة قد انتخبت في مؤتمرها الاخير الذي عقد في 1 شباط/ فبراير المنصرم في مدينة شفاعمرو الجليليلة طليعة قائمتها الانتخابية بمشاركة نحو 960 عضوًا منتدبين من قبل فروع الجبهة والحزب وهيئاتها المختلفة.
تجدر الإشارة الى أن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، خاضت الانتخابات البرلمانية الأخيرة في القائمة المشتركة، التي جمعت بين كافة الأحزاب العربية التي تخوض انتخابات الكنيست في قائمة واحدة، واستطاعت الحصول الى 13 مقعدا داخل الكنيست، وتحولت الى القوة الثالثة من حيث حدد التمثيل.
وفي الأشهر القليلة الماضية، قرر رئيس الحركة العربية للتغيير الانسحاب من القائمة المشتركة وأعلن عن خوضه الانتخابات بشكل مستقل. وفي الأيام القليلة الماضية أعلنت لجنة الوفاق عن أن جهودها مستمرة من أجل استمرار القائمة المشتركة.