news-details

بركة في مسيرة ومهرجان النكبة: هذا الحضور الهائل رسالة تأكيد على الانتماء


 أكد رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة، في كلمته أمام المهرجان الذي اختتم مسيرة العودة اليوم الأربعاء، على أرض قريتي هوشة والكساير قرب شفاعمرو، إن هذا الحضور الضخم الهائل، بمثابة امتحان شعبي آخر، للتأكيد على انتمائنا وهويتنا، ووقفنا مع شعبنا، ونتصدى لكل سياسات القمع والاضطهاد.
وكانت مسيرة العودة، التي دعت لها لجنة حقوق المهّجرين في وطنهم، بدعم من لجنة المتابعة العليا، قدر جرت اليوم وللسنة الـ 27، على أرض قريتي هوشة والكساير قرب شفاعمرو، وسط حضور ضخم قّدر بعشرات الآلاف، وهي واحدة من أضخم المسيرات الشعبية الكفاحية التي عرفها شعبنا، مظللة بآلاف الأعلام الفلسطينية، والحضور من كافة من الأجيال، من الأطفال الرّضع، وحتى الجيل العتيق، من أبناء العقد التاسع والعاشر من حياتهم المديدة.
وافتتح وأدار المهرجان الباحث والمختص بشؤون التراث خالد عضو، والقت كلمة لجنة المهجّرين نورا نصرة، من قرية الكويكات المدمّرة، كما ألقى الشاعر مروان مخول قصيدة خاصة.
وافتتح بركة كلمته، موجها التحيات الكفاحية للألوف المؤلفة التي ملأت الميدان، مؤكدا أن هذا الحضور هو رسالة وطنية، نؤكد فيها على هويتنا، وانتمائنا، ووقوفنا مع شعبنا ضد الحرب والطغيان، ومن أجل الحرية والعودة والدولة. ووجه التحية لأرواح الشهداء، ولآلاف الأسرى في سجون الاحتلال، داعيا الى اطلاق سراحهم، وتحرير جثمان الأسير وليد دقة، أبو ميلاد، الذي تحتجزه المؤسسة الإسرائيلية، إمعانا منها بنهج التنكيل والاستبداد، وقال ليتوقف هذا المشهد الإجرامي باحتجاز جثامين شهداء فلسطين ليس فقط اليوم وأمس، فهنالك جثامين محتجزة منذ عشرات السنين، وهذا يدل على همجية المؤسسة الصهيونية التي لا تتسم بأدنى الأخلاق والأعراف الإنسانية.
وقال، إننا نبعث باسم هذه الألوف، وباسم مسيرة العودة بالتحية والإجلال والإكبار لشعبنا البطل في قطاع غزة، تحية الوريد للوريد، تحية الدم للدم. ونقول لهذه المؤسسة الصهيونية المجرمة، ماذا أنجزتم سوى تسميم الأرض بكيمياء القنابل؟ نعم أنتم ما زلتم قادرين على صناعة الموت، ولكنكم تُحاكمون في محكمة الإنسانية بتهمة الإبادة الجماعية.
حتى في أمريكا التي تعطيكم السلاح السام، تخرج مظاهرات لطلاب وشباب ومناضلين ضد حربكم. أكثر من 50% من الشباب بين 18 و21 الأمريكان وصلوا إلى قناعه يشككون فيها بشرعية وجود إسرائيل، هذا نتيجة جرائمكم، هذا في أمريكا حليفتكم.
نحن نسأل العالم نحن نسأل حكام إسرائيل نحن نسأل الحكام العرب وحكام الدول الإسلامية، إلى أين ستهربون من عيون أطفالنا المفقوءة في غزة، ومن أنات الأم التي تحتضن طفلها الشهيد، نحن نقول لكم: لا يوجد عندنا ارتباك في القيم الإنسانية والأخلاقية، نحن كلنا نؤكد أن كل المعاناة التاريخية للشعب الفلسطيني المعاناة الرهيبة لا تبرر ألمس بطفل واحد. ونحن قلنا ونؤكد ان كل معاناة الشعب الفلسطيني الرهيبة لا تبرر المسّ بطفل إسرائيلي واحد، ونقول ان كل معاناة اليهود الرهيبة لا تبرر المسّ بطفل فلسطيني واحد".
وقال بركة: "تغضبون على شعار من البحر إلى النهر، ففلسطين التاريخية هي من البحر إلى النهر، وهذه حقيقة دامغة، وأنتم تسيطرون بقوة السلاح على فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر، وبين البحر والنهر هناك أغلبية فلسطينية، فهل تريدون إشباع غرائزكم الديمغرافية بتقليل السكان بالإبادة والقصف والمجازر والحروب، ألم يخطر ببالكم ان تبحثوا كيف تعتذرون عن النكبة، وان تبحثوا كيف تعيشون، نعم تعيشون مع ضحايا النكبة. 
وتابع: "قلنا طوال الوقت اخرجوا المدنيين والأبرياء من جبهة الصراع. لكنكم توغلتم في ارضنا وتقتلون وتهجرون، وتمارسون السطو على الماء والدواء والغذاء، وتبعثون قطعان الفاشيين للسطو على شاحنات الإغاثة الإنسانية، لاستعمال هذا السطو لتحقيق مشروع الإبادة والتهجير بدعم امريكي وبميناء أمريكي "انساني" للتهجير الى ما وراء البحار.
وتوقف بركة عند القدس، وقال، إن الاحتلال يواصل الاعتداء على القدس بهدف تهويدها، ويكثف الاعتداءات على الأماكن المقدسة، على المسجد الأقصى المبارك، وآخرها الاقتحام الذي كان اليوم للمسجد تحت حراب جيش الاحتلال. وفي عيد الفصح تعرّضت قوات الاحتلال للمصلين من أبناء شعبنا المسيحيين ومنعهم من الوصول إلى كنيسة القيامة، من هنا نعلن من مسيرة العودة أن القدس كانت وستبقى عربية فلسطينية إسلامية مسيحية، وهي العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية، والمسجد الأقصى بكل مساحته وكل ذرة تراب فيه، هو واقف خالص للمسلمين وفقط للمسلمين.
وقال بركة، يحاول مزورو التاريخ تزوير الرواية، وتزوير الوجه والملامح لهذا الوطن، هم يمارسون القمع والقهر القومي، ثم يسلطون علينا عصابات إجرامية، ويسنون القوانين العنصرية ضد، ونحن من هذا المهرجان من هذه المسيرة، نقول نحن أصحاب البلاد نحن أصحاب البلاد، فالتاريخ لنا والمستقبل أيضا. هذا وطننا ونفهم عليه ويفهم علينا، نفهم على بعضنا البعض، نحن نفهم البحر والبر، ونفهم الجبل والشاطئ والصحراء، نعرف مواعيد المطر، ونعرف مواسم الخير في أرضنا، نعرف الغيمة التي تحمل خيرا، ونعرف نسمة الربيع، ونعرف موعد الصقيع وأيام القيض.
وقال، إن جماهيرنا تتعرض لحملات ترهيب وقمع، لكننا لا نخاف، ونعرف كيف نتصدى، نحن نعرف بالضبط كيف نقود هذه السفينة من أجل حماية شعبنا، ومن أجل صد الأخطار التي تتربص بنا، نحن نقود هذه السفينة بمسؤولية وشجاعة، وهذا الحضور الهائل، هذا الحضور الرائع، هو موقف هو اختبار، وشعبنا في الداخل نجح من خلال هذه المسيرة في اختبار الانتماء إلى شعبه، نجح في اختبار الانتماء إلى غزة ودمها.

أخبار ذات صلة