ربما أن رفات الموسيقار الكبير فريد الاطرش، ارتعشت مساء الخميس الماضي، في مرقدها بارض الكنانة، كون الاطرش، ومن خلال عارضة شرائح متلفزة، اعتلت منصة التقديم، ظهر كأنه يراقب ويبدي اعجابه وتشد نظره، مجريات امسية فنية نوعية راقية، حضرها حشد كبير من الاهالي ومختلف الشخصيات الفنية والثقافية ومن اليهم من حضور كريم، رجالا ونساء شابات وشبان، تقاطروا من بيت جن والعديد من قرى الجليل واحتضنتهم قاعة قصر الثقافة غير البعيدة عن قرية ترشيحا.
إذ شاركوا في أمسية فنية تناولت اغاني وموسيقى ملك العود فريد وحملت اسم "لحن الخلود"، احيتها "جوقة رمق الجرمق"، التابعة لـِ"جمعية الجرمق لتطوير الثقافة والفنون".. فتعانقت تلك الاغاني والالحان بما يوحيه جبل الجرمق، بصيفة المنعش وجمال طبيعته وسفح زابوده الأبي، وموقعه العالي، الذي يكاد لا يترك بيت جن في شتاء، دون ان يزفها بفستان عروس ناصع البياض.
هذا، وزَفَّت الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو محمد قزامل، للحضور الواسع والنوعي، مجموعة من اغاني وموسيقى الاطرش، شارك في تقديمها كل من: نبيه وهبه، امين فارس، احسان طافش، احلام نفاع، روضة قيس، وجدي الشاعر، محمد عطيلة، ربى الشاعر وهزار زيدان عطيلة. كما شارك، ايضًا، في الغناء الجماعي: هدى منصور، غرام نجم، عبدالله طافش وكامل نجم؛ حيث شنفوا الاذان بأصواتهم المخملية الجميلة بمرافقة الفرقة الموسيقية وبترديد الكورس المكوّن من مجموعة صبايا وشباب، بتقديم أغان أطرشية شدت اهتمام ومشاركة وتصفيق الحضور.
تجدر الاشارة الى ان الامسية استهلت بكلمات من: عضو جمعية الجرمق لطفي قبلان واخرى لرئيسها خالد خُلد، ومدير المركز الجماهيري راضي قبلان ونائب مجلس إدارة بيت التراث الدرزي نزيه صالح. حيث توقف المتحدثون عند بعض محطات اهمية العطاء وترسيخ التسامح والمحبة بين الناس، ودور الموسيقى في تثقيف النفوس وبإنعاش الحياة، وما هذا من امور واوضاع موسيقية وتربوية وتراثية كان لفريد الاطرش بفنه وبأغانيه واوتار عوده تأثير في صقلها.