news-details

كلمة الاتحاد | لن يسمح الشعب الفلسطيني وسائر العرب بنكبة ثانية أبدًا!

وصلت الغطرسة الرسمية الإسرائيلية إلى أبعد مدى حين ظنّت أنه يمكنها تهجير مئات ألوف الفلسطينيين أو أكثر من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية. وإذا كان المسؤولون الإسرائيليون قد تحدثوا عن إخراج الغزيين من شمال غزة جنوبًا "لمقتضيات عسكرية"، كما يزعمون، فإن وقع هكذا كلام وهكذا نوايا على المسامع الفلسطينية والعربية عمومًا، مختلفٌ تمامًا. لأن هذا معناه نكبة ثانية! وخط أحمر قانٍ!

هذا الخطر لم يتيقّظ له الشعب الفلسطيني وحده، الشعب الذي اكتوى وما زال بنيران التهجير الواسع في نكبة 1948، لا بل أضاء جميع الأضواء التحذيرية الحمراء في القاهرة وعمّان تحديدًا، وفي سواهما من العواصم العربية والإقليمية. وهكذا رأينا كيف أنه لم تكتف الحكومتان المصرية والأردنية بالخروج الواضح المحذّر الرافض لمشروع التهجير الخطير، بل أعقب ذلك اجتماع أمس بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والملك الأردني عبدالله في القاهرة لبحث "الخطورة البالغة لدعوات تهجير الفلسطينيين على الأمن الإقليمي".

ومعنى عبارة "الخطورة البالغة لدعوات تهجير الفلسطينيين على الأمن الإقليمي"، هو خطر انهيار واسع لا يمكن السيطرة عليه للاستقرار الإقليمي، واندلاع حرب كبرى لا يمكن إطفاء لهيبها دون ان تترك أضرارًا فادحة ومدمّرة بل مصيرية!

لقد خرج عدد من كبار المسؤولين العرب، مضطرّين مُكرهين ربّما!، وقد أدركوا أن نوايا العدوان الاسرائيلي تفوق حتى كل الوحشية الاحتلالية المرتكبة في قطاع غزة، وتهدد بانهيار الاستقرار على طول وعرض كل المنطقة وعواصمها، ليحذّروا من أن أي تهجير سيكون معناه اندلاع حرب!

هذا الرفض القاطع لمشروع التهجير المجرم المدمّر جاء بموازاته تأكيد الطرح الواضح بأنه لا يمكن تجاوز القضية الفلسطينية ولا حقوق الشعب العربي الفلسطيني الوطنية الثابتة، ولا الضرورة الحتمية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية وحل قضية اللاجئين وفق قرار الأمم المتحدة.

إن الشعب العربي الفلسطيني ومعه كل الشعوب العربية والأممية لن يسمحوا أبدًا بنكبة ثانية!

 

أخبار ذات صلة