تقترب البلاد والمنطقة وبتسارع متزايد نحو مخاطر جديّة هذا الصيف، لا تعود الى أسباب متعلقة بوباء كورونا، بل بمرض الغطرسة التوسعية الإسرائيلية التي يدفع بها المتهم بالفساد بنيامين نتنياهو الى أقصى توحشها.
وتؤكد القيادة الفلسطينية يوما بعد آخر أنها أوقفت العمل بجميع الاتفاقيات مع حكومتي واشنطن وتل أبيب، على الرغم من أن هناك حاجة لتراكم زمني لرؤية مفعول هذا الإعلان، بكونه يحتاج استعدادات معقدة وجدية وفعلية تتجاوز التصريحات، على الرغم من كامل أهميتها.
وتتزايد التحذيرات الرسمية العربية والدولية من الإقدام على هكذا خطوة اسرائيلية استفزازية تعتبر تكثيفا انفجاريا لعقلية وممارسة جرائم الحرب، وباتت حتى المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية مضطرة للخروج العلني أكثر فأكثر للتحذير من هكذا تطرّف يهدد بانهيارات حقيقية تعرفها جيدًا.
لم تكن حكومة اليمين الإسرائيلية لتنجح في جعل هذا التهديد التوسعي ملموسًا لولا تواطؤ من يسمون أنفسهم "وسطًا" و "يسار الوسط" الصهيوني. فـ"كحول لفان" و "العمل" وفرا شبكة أمان مزدوجة، من جهة تنقذ رئيس الحكومة الملوّث بتهم الفساد من المحاكمة، ومن جهة أخرى تقدّم لليمين تسهيلا هائلا لتمرير مشاريعه الكارثية.
وفي العمق، لم يكن للمؤسسة الإسرائيلية الحاكمة أن تعلن نواياها التوسعية بل تضع برنامجا زمنيا لتنفيذها، لولا الداعم الأكبر، المجرم الأكبر، المنحاز الأكبر، والحامي الأكبر للاحتلال الإسرائيلي المتغطرس – نقصد هذه الإدارة الأمريكية وسابقاتها، بل كل الإرث السياسي الذي تراكم في واشنطن.
لقد وجدت الأنظمة العربية المحجوزة في الحظيرة الأمريكية نفسها في أزمة حقيقية، كما تقول مصادر إسرائيلية أيضًا، فلن يكون بمقدورها ابتلاع هكذا "ضفدع" ضخم، وستضطر لرفضه خشية من الشعوب – التي نكرر نصحنا الواثق بعدم الاستخفاف بها ولا الظنّ المغرور أو السطحي بأنها أنهت دورها التاريخي.. هذا هراء. ومن المؤكد أن هذه التناقضات ستشتد أكثر فأكثر في الفترة القريبة، لتسفر عن واقع صدامي لن يتمكن احد من الهرب منه!