تتزايد الاتهامات الموجهة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأنه يعمل على إفشال أي احتمال لوقف الحرب. وهذا الأسبوع جاء الاتهام من مسؤول إسرائيلي كبير، قال لصحيفة "هآرتس" إن هناك مخاوف "من أن يكون الهدف من التطرف في تصريحات نتنياهو في الأيام الأخيرة تشجيع حماس على التشدد في مواقفها ونسف الصفقة. مثل هذه الخطوة قد تسمح لإسرائيل بمواصلة القتال مع تحميل حماس مسؤولية فشل المحادثات".
إذًا بات واضحًا لمن يريد رؤية الواقع في المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة وفي الرأي العام والاعلام، أن هناك مصالح ضيقة وسلطوية وشخصية في مواصلة الحرب. لكن بدلا من القيام بما يترتّب على هذه الحقيقة، تتواصل التصريحات والتعليقات التحريضية على غزة وأهلها، ويستمر الحديث الفارغ والوهمي عن تحقيق انتصارات عسكرية يعرف أصحابه أنه لا صلة له بالواقع.
وفي الوقت نفسه يستمر التحريض على كل صوت يدعو إلى وقف الحرب والتوجه لتحقيق اتفاق وهدنة وكل ما من شأنه الخروج من دائرة التقتيل والتدمير. ويدلّ المشهد الناتج عن تراكم هذه التوجهات المتناقضة على مدى التخبّط السياسي والغطرسة العسكرية المتأصّلين، واللذين كان لهما دور جوهري في كل هذا الواقع الدموي الذي يتواصل منذ أشهر بدءا من 7 أكتوبر.
إن الخروج من دوامة الحروب لا يمكن أن يتم بواسطة حروب جديدة. آن الأوان ليعود المأفونون بأوهام القوة والسحق والبطش إلى رشدهم. لن يوقف الحروب سوى سلام عادل وشامل وثابت ومتكافئ مع الشعب العربي الفلسطيني.