خلف الأحداث المتسارعة حول وبعد اتفاق تبادل الرهائن والأسرى ووقف إطلاق النار، بين دولة إسرائيل وبين حركة حماس في غزة، تقف بقوة حقيقة يجب إبرازها: فشل مشروع إسرائيلي جديد شبه معلن لتفريغ وإخلاء شمال قطاع غزة من أهله، تمهيدا لفرض ما يسمى بالمناطق العازلة، وصولا إلى إعادة استيطان المنطقة، كما بدأ يحلم ويخطط اليمين الاستيطاني. كذلك، وفي نقطة أعمق من الأحداث، لقد فشل مشروع جديد، سبقته مشاريع أخرى، لتهجير كل قطاع غزة وطرد سكانه إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، كجزء من الوهم الإسرائيلي الرسمي العُضال بطيّ ملف اللاجئين الفلسطينيين من خلال تفريغ القطاع من مخيمات اللجوء. للحروب دومًا أهداف متعددة، بعضها راهن وآني وبعضها بعيد المدى. وفي معظم حروب إسرائيل كان الهدف بعيد المدى دومًا، طيّ ملف قضية تحرر الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير، من خلال شطب ملف اللاجئين. جميع هذه المحاولات فشلت في الماضي، وهي تفشل اليوم مرة أخرى في الحرب الأشرس والأكثر وحشية ضد الشعب الفلسطيني. إن قطاع غزة مدمّر بدرجات مرعبة، وعدد الشهداء والجرحى فيه مخيف، ويحتاج إلى جهود جبارة وميزانيات ضخمة لإعادة إعماره وجعله مكانًا بظروف عيش لائقة. هذا يحتاج للعزيمة والوحدة والابتعاد عن إطلاق شعارات مفرطة المبالغة، والتريّث في جميع أنواع خطابات! فالساعة قاسية وهي ساعة عمل وأمل.. عمل وامل نحو المستقبل ونحو حياة كريمة لشعب فلسطيني حرّ في دولته المستقلة.