news-details

معارضو نتنياهو هم درعه الواقي

بينما يتعنّت الائتلاف الحاكم على مواصلة الحرب حفاظًا على السلطة، غير آبهٍ بأي شيء سوى هذا، فإن معارضيه ومنافسيه في الأحزاب الصهيونية ومهما بلغت حدّة انتقاداتهم و "استهجانهم" من بقاء بنيامين نتنياهو على رأس الحكم، رغم فشله الذريع الذي أوصل إلى 7 أكتوبر، كما يؤكدون، فإنهم بسلوكهم وسياستهم يشكلون "الدرع الواقي" له ولحكومته.

زعيم المعارضة لبيد صرّح في المظاهرة الاحتجاجية، التي سجل الحضور فيها قفزة ملحوظة، أمس الأول، اتهم نتنياهو بعدم الاكتراث سوى بالبقاء في الحكم. ولكن لبيد الذي لا يجرؤ على المكاشفة بوجوب وقف الحرب التي تشكل خزّان الوقود لحكومة نتنياهو، يتحوّل إلى أحد سانِدي مقعد الأخير.

وهذا ما يميّزالمعارضين الكلاميين والمدركين لحقيقة أن هذه الحرب تتواصل الآن أيضا وبالأساس لخدمة منافع الحكومة السياسية اللسلطوية، لكنهم ما زالوا أجبن من قول ما يترتّب على اتهاماتهم هذا للحكومة: أي ضرورة وقف الحرب. كل هذا طبعًا ولم نذكر أن حزب "كحول لفان" هو جزء ليس فقط من شبكة الأمان لنتنياهو بل جزء من الحكومة التي يرى فيها جمهور هذا الحزب حكومة كارثية. عبث كامل.

إن انخراط هذه المعارضة الصهيونية في حروب كلامية مع الحكومة ولكن دون المجاهرة بموقف واضح لوقف الحرب ودون تحرّك حقيقي ملموس، مردّه ليس "قلة الانتباه" أو "الإخفاق في الفهم"، بل لأنها معارضة كانت وما زالت جبانة أمام المدّ الشعبوي الذي يقدّس الحروب والعنف العسكري. ومن هنا فالمعارضة الصهيونية فاقدة لمجرد المصداقية السياسية والشرعية الأخلاقية لانتقاد الحكومة طالما أنها "غلاف حماية" لها!

في اليومين الأخيرين نلاحظ تغيّرًا في زخم احتجاج أهالي المواطنين الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، بسبب عودة بعض الحراكات والمنظمات إلى الشارع بعد صمت دام نحو نصف سنة. وهذا التحوّل قد يجرّ المعارضة لتتحدث بصوت أوضح، مكرهة لا بطلة، وهو ما سيكشفه قادم الأيام.

حاليًا يعرف الجميع حتى لو صمتوا وتكتّموا حقيقة ساطعة: لم تحقق هذه الحرب، كجميع سابقاتها، أيّ هدف سيساهم ولو بأقلّ وزن في تحسين الأوضاع، لا أمنيا ولا سياسيا ولا اقتصاديًا. السبيل الوحيد الوحيد لذلك هو الدرب النقيض – درب السياسة والتفاوض والتسوية والإقلاع التام عن أوهام تغيير الواقع بالدبابات والبارود.

أخبار ذات صلة