نواصل نشر هذه الأحداث التي تعكس النشاط النقابي العربي الفلسطيني قبل الاحتلال، ودور الحركة النقابية العربية الفلسطينية النضالي، في ظل ظروف صعبه، في هذه الحلقة ننشر جزءا من مقال للاستاذ حمدي الحسيني بعنوان: ”القاعدة الصحيحة لبناء حركة العمال هي القاعدة النقابية المعروفة في العالم" الذي نشرته جريدة الدفاع على صفحتها الأولى، حيث يدعو العمال الى الانخراط في الحركة النقابية وفي النقابات المهنية التابعة لها، وأن لا يرتدع عن اتخذ دوره أيضاً في النضال الوطني، أسوة ببقية أبناء شعبه، ويكتب في خاتمة مقاله هذا: "ولا ضير على العامل العربي قط أن يكون هو في نقابته الفنية عضواً في المؤتمرات وفي الوفود وأن يساهم في كل عمل من الأعمال السياسية بقدر المستطاع، شأنه شأن بقية أفراد الأمة الذين يعملون في دوائرهم الخاصة التي ترقي شؤونهم وترفع من مستواهم وتهيئهم للعمل في الميادين العامة بأوفر قوة مستطاعة". وننشر تفاصيل اتفاقية العمل الجماعية التي وقعتها جمعية العمال العربية مع المتعهد العربي في مصنع الإسمنت بحيفا، ونلاحظ من الاتفاقية أن العمال والجمعية التي تمثلهم حرصوا على ضمان الحق بإعادة العمال الذين فصلوا وسجنوا بسبب "تعاون واشي" قام بنقل معلومات كاذبة أدت الى فصل زملائهم، وضمان فصل اولئك الذين قاموا بهذه الوشاية، تفاصيل الاتفاقية تدل على حرص النقابة بضمان حقوق العمال ورفع اجورهم وغير ذلك من الحقوق. (جهاد عقل) *** في حياة العامل: القاعدة الصحيحة لبناء حركة العمال هي القاعدة النقابية المعروفة في العالم بقلم الاستاذ حمدي الحسيني تحس بالعاطفة ايها القارئ فتدفعك هذه العاطفة من ناحية من نواحي الحياة، فتندفع طائعاً مختاراً ولكنك في كثير من الأحيان لا تعرف سبباً لحدوث هذه العاطفة في نفسك، وقد ينقضي العمر وانت غير عليم بالشرارة الأولى التي أضرمت في نفسك هذه العاطفة إن لذة وإن ألماً. وكل ما تعرف أنك منفذ لهذه العاطفة، محقق لغاياتها مهما كلفك الأمر. كنت أحس بعاطفة – لا أدري كنهها- كلما رأيت عاملاً معفر الوجه متسخ الثياب ملطخ الوجه والأطراف، يدور في عمله دوراناً يقطر فيه الاجهاد العقلي والعصبي في كل حركة من حركاته وكثيراً ما وقفت على العمال في (ورشاتهم) وقفات كنت أذهل فيها عن بعض شأني حتى يستحثني صديق مرافق على الابتعاد عن هذه (الورشة) ومواصلة السير، أو تنبهني صيحة انتهار من صاحب العمل (المعلم) أو أنة ألم من العامل المنهوك. دفعتني هذه العاطفة للتفكير بالعمال وما يلاقونه من عسف، حتى أصبح تفكيري بهم لا شعورياً. وحتى أصبحت أرى هذا التفكير بهذا القسم من الناس حاجة من حاجاتي النفسية، ولكن لماذا كل هذا الاهتمام بهؤلاء الناس؟ ولماذا لا أحس بمثل هذه العاطفة اذا ما رأيت تاجراً في حانوته أو (سرياً) ثرياً في ديوانه، أو وجيهاً على صهوة جواده، أو مقعد سيارته. حقاً إن تحليل هذه العاطفة قد شغلني زمناً ليس بالقصير فلم يجدني التحليل شيئاً في تفسير هذه العاطفة، ولكن سرعان ما ذكرت القاعدة النفسية التي تقول لا بد لكل عاطفة من مؤثر أولي يضرمها في النفس، فرجعت للماضي واستعر في الذاكرة رجاء أن أجد هذه الشرارة كامنه بين تضاعيفه. وبعد لأي ما تذكرت أنني كنت في السابعة من العمر وكان في الحي الذي نسكن فيه وجيه يشرف على إنشاء عمارة له في الحي، وكنت أذهب مع رفاقي الصبيان نلعب في بعض نواحي العمارة ولم يكن يهمنا من أمر هذه العمارة والقائمين عليها الا ان نجد ما نلعب به من الأخشاب، وأدوات البناء، أو نقفز عنه من الحجارة والجدران القصيرة والأدراج ويقيني لو أن هذه العمارة قد تم بناؤها. ولم يحدث ما سأقصه عليك لما كانت هذه العاطفة التي أحس بها نحو العمال ولكان العمال في نظري كبقية أفراد البشر لا أحس نحوهم الا بما أحس به نحو أي إنسان. أما الحادث فهو أنني بينما كنت أجاذب بعض رفاقي الصبيان خشبة طويلة لأضعها على حجر كأرجوحة اذ بصوت صارخ ينطق من حنجرة أحد العمال الذين يناولون الحجارة للبناء آخ، آخ دفعت نظري فاذا العامل مضرج بدمائه لأن حجراً قد وقع من يد (المعلم) على رأسه فهشمه تهشيماً. ولا تسأل، أيها القارئ، عما أحسست به من الشعور، في ذلك الوقت، نحو هذا العامل المهشوم من الحزن. ولا تسل عما أحسست به من الألم عندما سمعت المعلم ينتهره ويشتمه ويأمره أن يقوم فيناوله الحجر الذي هشم رأسه. ولا تسل عما خامرني من الألم عنما رأيت ذلك الوجيه صاحب العمارة وحوله أعوانه ينهالون على هذا البائس الجريح لوماً وتعنيفاً وسباً وتوبيخاً. قام المسكين يتعثر من الألم والدماء تفور من جروحه. وهوى على الحجر ليحمله فلم يستطع، فانكفأ عليه وظل منكفئاً لا يعي شيئاً ما حوله. فحملت كل هذه الإنفعالات النفسية في جهازي العصبي وذهبت الى البيت أقص على من فيه القصة، ولكن سرعان ما نسيت الحادث. ولكن أثره قد ظل في نفسي كامناً كمون النار في الحجر. فإذا رأيت العامل أو سمعت عنه شيئاً ثارت تلك الانفعالات الكامنة فشعرت بعطف قوي هو ذلك العطف الذي نشأ في نفسي عند وقوع تلك الحادثة قبل ثلاثين سنة، ذلك الحجر الذي شج رأس ذلك العامل البائس المسكين وتلك القسوة التي أحيط بها من (المعلم ) وصاحب العمارة بدل العطف والحنان والإسعاف، هي الشرارة الأولى التي أضرمت في نفسي عاطفة الحنو والإشفاق على العمال. ودفعني الى التفكير به والعناية بشأنه. وهي نفسها التي دفعتني لكتابة هذا المقال عنه والتي ستدفعني للكتابة والعمل في سبيله، ما وسعني الوقت وآتتني الفرص في المستقبل. يواصل الكاتب وصف ما يعانيه العمال العرب ويناشدهم الانضمام للحركة النقابية العربية الفلسطينية ويكتب:” بالعقل نير لا يشوبه الجهل. وثمة شيء آخر وهو أن لا قوة تمنع العامل العربي من أن يكون عضواً في النقابة الفنية، وأن يكون في الوقت نفسه في أي حزب من الأحزاب الوطنية أو في أية جمعية من الجمعيات التي تخدم إحدى الغايات العامة/ إما أن تؤلف النقابة من عمال مختلف الصناعات أو من العمال وأصحاب الأعمال. وإما أن يتألف اتحاد العمال من نقابات العمال وجمعيات أصحاب العمل معاً. وأما أن تقوم مؤتمرات العمال من العمال وأصحاب العمال ومن غير العمال وأصحاب الأعمال أيضاً، فهذا لا يجوز مطلقاً. لأنه لا يتماشى مع مصلحة العامل الشخصية أولاً، ومتى حرم العامل مصلحته الشخصية حرم الوطن جهوده الجبارة، وقوته العظيمة التي لا غنى لمثل هذه الأمة المجاهدة عنها. أكتب هذه الكلمة العجلى وأرجو أن أتبعها بغيرها. والله من وراء القصد. حمدي الحسيني *جريدة الدفاع الثلاثاء 14 نيسان 1936 ص 1 //اتفاق عمال نيشر - تم الاتفاق بين عمال شركة نيشر والمتعهد السيد مصباح شقيقي على الشروط التالية: 1- أن يكون العمل اليومي 8 ساعات عدا أوقات الراحة. 2- سهرة العمال كل يوم 4 ساعات. 3- أن يتقاضى العامل أجرة لقاء يوم ونصف، 190 ملاً. 4- أن تسجل يوميات العمال في بطاقات خاصة يحمل كل عامل واحدة منها. 5- أن يعامل العمال حسب قانون التعويض لسنة 1927. 6- أن يكون للعمال الحرية بوجود عائلاتهم معهم. 7- أن يسمح للعمال بإجازة شهرية مدة أربعة أيام. 8- اخراج محمد عبد عبد الله وعبد الله أسعد وحافظ سليمان من العمل وأن يعود أحمد عبد الله لعمله الأساسي. 9- أن يكون العامل مخيراص في الشراء من أي مكان كان. 10- إعادة العاملين المطرودين 11- قبل الطرد أو الخصم تراجع جمعية العمال العربية في حيفا. 12-أن يطرد الملاحظ الذي ثبتت معه الرشوة. 13- أن يعود العمل الموقوفون الى اعمالهم حين خروجهم من السجن. *جريدة الدفاع الإثنين 10 شباط 1936 ص 7 النادي الرياضي حيفا – جرى أمس إنتخاب لهيئة إدارة النادي الرياضي التابع لجمعية العمال العربية بحيفا، وقد فاز بالعضوية كل من السادة كامل حسين، محمد يحيى زكريا، محمد جرار، عبد بدران، فضل خضر، علي منصور ورشيد سكران. نتمنى للنادي نجاحاً جديداً في هيئته الجديدة. *جريدة الدفاع الإثنين 10 شباط 1936 ص 7 ------------------ عمال كسارات المجدل لا يزال العمال العرب في كسارتي المجدل مضربين عن العمل ويبلغ عدد هؤلاء العمال العرب 40 عاملاً وتتولى جمعية العمال العرب في يافا دفع اجورهم والإنفاق عليهم مدة الإضراب. *جريدة الدفاع الثلاثاء 14 نيسان 1936 ص 6 ----------------- استقالة من جمعية العمال العرب بما أننا نعتقد أن مهمتنا قد إنتهت في الحركة العمالية، وبما أننا نرغب في أن نفسح المجال لغيرنا بخدمة العمال،لذلك نستقيل من وظائفنا في جمعية العمال العرب في يافا وننتهز هذه الفرصة لنشكر الطبقة العاملة صدق مؤازرتها ولنمتح فيها حسن استعدادها لخدمة البلاد خدمة عملية نافعة. ميشيل متري، جورج منصور، بشارة سفري *جريدة الدفاع الثلاثاء 14 نيسان 1936 ص 4