news

تصعيد اجرامي بمشاركة القوات البرية الغازية

واخيرا حدث ما كان مخططا له، واثار ترددا ونقاشا داخل المؤسسة السياسية والعسكرية الاسرائيلية حول مشاركة القوات البرية الى جانب القوات الجوية والبحرية في حرب المجازر والتدمير الاسرائيلية في قطاع غزة او ساحة وزمن تغلغل القوات البرية في اراضي الصمود الغزاوية. فمشاركة القوات البرية في حرب الجرائم يعتبر تصعيدا منهجيا لحرب الابادة والتدمير الهمجية ضد الشعب العربي الفلسطيني وبنيته التحتية المدنية والامنية، انها المحرقة بعينها، سياسة الارض المحروقة لابادة البشر والحجر والشجر والزرع والضرع. والشعب الفلسطيني في غزة هاشم وفي مختلف اماكن تواجده يثبت تاريخه الكفاحي البطولي خلال عشرات من سنوات الصراع مع اعدائه واعداء حقوقه الشرعية انه شعب عصي على الانكسار والخنوع والهزيمة، وسيدحر العدوان الاسرائيلي الوحشي ويرفع رايات النصر في وقت يجر فيه المعتدون من مجرمي الحرب قتلة النساء والاطفال والمدنيين ذيول الهزيمة النكراء.
ما يثير النقمة والغضب انه امام انظار كل العالم تنشر عبر شاشات التلفزيون المناظر التي تقشعر لها الابدان لاجساد الاطفال الممزقة الى اشلاء والى لحم الضحايا المتناثر وتسوية المقار والنوادي والجامعات والجوامع والمدارس والمجمعات السكنية بالارض من جراء قصف طائرات هولاكو القرن الواحد والعشرين، مناظر تعيد الى الاذهان مذابح وحوش النازيين الهتلريين ضد الشعوب التي احتلت بلدانها وبضمنهم الكارثة الهمجية ضد اليهود، ما يثير النقمة والغضب انه خلال الايام التسعة الماضية منذ بداية الحرب كانت الطائرات والبوارج تقصف الارواح البريئة وفي نفس الوقت لا يخفي المجرمون تحشيد القوات البرية من ارتال الدبابات والمجنزرات والمدافع والقوات الراجلة على طول الحدود مع "جيتو" غزة المحاصر، ما يثير النقمة والادانة والغضب الشديد ان المعتدي يرتكب مذبحة مروعة وانظمة التخاذل والتواطؤ، بعض هذه الانظمة المدجنة امريكيا واسرائيليا تفترش مقاعد مدرج الفرجة مكتفية ببيانات التنديد المخصية التي تساوي بين الجزار وضحيته ولكنها ترفض عقد مؤتمر قمة عربي حتى تتهرب من المسؤولية القومية الوطنية باتخاذ اجراءات جماعية عينية ناجعة تضغط على المحتل وسنده الامريكي بوقف نزيف عدوانه وبفتح المعابر وبخلق ظروف مؤاتية لانجاز تسوية سياسية عادلة نسبيا تزيل الاحتلال ودنسه الاستيطاني وتنصف الشعب الفلسطيني حقه الوطني بالتحرر والدولة والقدس والعودة، فجامعة الدول العربية هي جامعة الخيبة والعجز العربي، كما ان مجلس الامن الدولي المخصي امريكيا هو مجلس الخيبة الذي يعجز عن القيام بواجبه، بمسؤوليته الاساسية بانقاذ شعب من براثن الذئاب المفترسة، بالعمل على اجبار المحتل الاسرائيلي بوقف نزيف دم عدوانه وجرائمه ضد الانسانية في قطاع غزة وفتح المعابر. ما يثلج الصدر هذا المحيط الهادر لانتفاضات الغضب والاحتجاج لمظاهرات الالوف المؤلفة من الجماهير الشعبية التي اجتاحت جميع بلدان وقارات العالم تعلن ادانتها للمعتدي ولجرائمه ومطالبتها بوقف العدوان واعلان تضامنها مع الشعب الفلسطيني المقاوم للمجرمين ومن اجل انجاز حقوقه الوطنية المشروعة، فصمود شعبنا في غزة مشحونا بالدعم التضامني العربي والعالمي سيحقق النصر حتما ويهزم المعتدين المجرمين.

الاتحاد