news-details

أنا الجوع | يوسف جمّال

عندما أخرج من نبع مدادي 

وأسكب قصائدي

أشعر أنها تنزف من شرايين

 أعماق أمجادي

وتنبتُّ من جذور زيتونة أرضي

وتواصل امتدادي

تسير مع موكب قافلتي

حاملة ميراث أجدادي 

موصلة الحداء الى حادي

بلادي 

***

 تنام معي على وسادتي 

وتحلم معي في أحلامي 

 وتخرج كلمات على لساني

تسبح في بحار أوزاني

وتسيل في قنوات أقلامي 

فتنير أمانيَّ وإلهامي

***

أنا وُلدت في رحم الشمس

شهاباً لا ينطفئ

وانتظرت ذبحي بأمرٍ من السماء

فلم يجئ

ووضعت في وادٍ غير ذي زرعٍ

فيه أمي أثداؤها لم تمتلئ

أنا ولدتُ في ليلة الإسراء

ولم أجد سوى مغارة الميلاد

إليها أجئ

ونشدتُ مع الرعاة في سمائها 

قصيدة تضئ 

 فسقطتُ مع الشهب على

 أرض الميعاد أطأ

 ****

أنا خرجت من باطن الأرض

وزرعتُ السماء شهبا

أنا عصرتُ حبر الكلمات

وكتبتها كتباً

 وتفوِّهتها خطبا

فانتشرت في فضاء رحبا

أنا تبخَّرتُ من لجيّن البحر

وزرعتُ في السماء سحبا

فنزلت زيتوناً وتيناً ورطبا

***

أنا صهيل خيّل تحوم في البراري

تنطلق لتجوب القفاري

باحثاً عن ثأري

أنا عصير رمال الصحاري

 تثير الزوابع من الشام 

الى ظفاري

أنا زيتونة عصارة زيتها 

ملأُت الخوابي والجرارِ

أنا الجوع خرجتُ حاملاً سيفي

لألتحق بثورة الغفاري

***

أنا القدر أتيت من الزمان السحيق

اتخذتُ الجليل إلهام الرفيق

 طرتُ من سماء صفد حتى 

بلاد السِّند والإغريق

أنا فلقتي برتقالة يافاوية

خرجتا تبحثان عن أحلام سماويه

تكيدُ العدّو وتسرُّ الصديق

 وتزيِّن أريجها كوفيَّة

***

 أنا حجارة الوادي وعلامات الطريق

أنا الذي ترجّلت بعد أن رموني

بأحجار المنجنيق

أنا الذي خرجت من قاع البحر

بعد أن كنت به ميِّتاً غريق

خرجت أتنفس حيّأ

لأبني حياةً أبديّة

***

أنا الذي كلما اشتد ظلامي

 يتفجَّر أنوارا

وإن اشتد ظلمي وقهري 

أصلبُّ أحجارا

وإن أرادوا تعطيشي أتفجّر

 نبوعاَ وأنهارا

وإن أرادوا تجويعي تحوّلت 

قمحاً أثمارا

وإن سُجنت في قفص طرتُ 

ريحاً وأطيارا

وبراكين تغلي تحت الارض

إذا ما تفجّرت قذفت ثوارا

***

أن بحيرة مصلوبة تحت الأرض

إذا ما تفجَّرت منها خرجت

ينابيعاً وأنهارا

أنا بذور الأرض إذا ما نبتُّ

أنمو وروداً وأزهارا

أنا أعشاش الأشجار إذا ما طرتُ منها 

أملأ الأفق أطيارا

أن حجارة الوادي مغروساً في قاعه

أقف مستحيلاً في وجه التيّارا

***

 إن صلبوني سأنزل من أعالى 

السماء نبيّا

وإن سرقوا سنين عمري سأقهرهم

 وأرجع فتيّا 

وأن صادروا نور عيوني سأرجع 

سراجاَ مضويّا 

وإن حاولوا حنيَّ قامتي وهامتي 

لن أرجع محنيّا

إن حاولوا محو حكايات زماني 

لأصبح نسيَّاً منسيّا

وطمس آثاري لأصبح ضائعاً 

خفيَّاً مخفيا

سأرجع لأكتب على ترابها بحبرِ

 دمي هوِّيه.

 

عرعرة

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب