في اجواء أدبية دافئة، في مقهى ليوان الثقافي:
إشهار رواية عودة بشارات "المرحومة تمام مكحول"
*عودة بشارات:الأدب يطرح الوجه الإنساني للمجتمع على نواقصه ومعاناته وأفراحه * فيصل طه: "استطاع الكاتب ان يلتقط صوراً من حياتنا وان يكشفها ويبعثها حيَّة*
الناصرة – لمراسل خاص - في أجواء أدبية دافئة، جرى هذا الأسبوع إشهار رواية الكاتب عودة بشارات "المرحومة تمام مكحول"، وذلك في مقهى ليوان الثقافي في البلدة القديمة في الناصرة. افتتح اللقاء سامي جبالي صاحب المقهى ، الذي رحب بالحضور واستعرض نشاطات المقهى الثقافي وتأكيد القائمين عليه على مواصلة النشاطات الثقافية وجعل البلدة القديمة مركز اشعاع أدبي وفني.
وفيما بعد تحدث الكاتب والمربي فيصل طه، فقدم مداخلة عميقة وشاملة عن الرواية وجوانبها المختلفة فقال إن الرواية "تلامس، بل تتوغل في ثنايا وتفاصيل معيشتنا بجرأًة ومعرفة لافتة للنظر، تلتقط بذكاء حيثياتنا، وتقف ساخرة وناقدة لحالنا". وأضاف طه:"استطاع الكاتب ان يلتقط صوراً من حياتنا وان يكشفها ويبعثها حيَّة، ونجح بمعايشتها وأن يجعل القارئ يتفاعل معها،وأن نطرح الأسئلة، لنبحث عن أجوبة، ونحدد موقفاً أو نتغاضى.
وتابع قائلًا "انها رواية أبعد عن الرصد والوصف، أقرب الى المواجهة مع الذات، إلى رسم متفاعل وعميق بريشة نقدية تبرز أحياناً سذاجة باهتة وأُخرى حنينا للبساطة والصدق والى استيعاب سلس لتغيرات الحياة بعيداً عن التعقيد، وكأننا نجول ونُبحر بحرية وببساطة لا تعرف التمثيل والتجميل. رواية صادقة مع الواقع ومتغيراته، تُشغل القارئ وتجعله في حالة مقارنة دائمة ومذهلة تتقافز زمنياً من على صفحات فصول الرواية مرورا بالراهن الصعب عائدة الى واقع الأمس الجميل".
واختتم فيصل طه مداخلته بالقول: "رواية صريحة جريئة جديّة مشوبة بالسخرية والنقد البناء بعيدا عن جلد الذات مشيرة للعيوب محفّزة للتصليح والتغيير للأفضل، صادقة مع رؤية ناقدة بنّاءة تستحق القراءة والدراسة، دافعة للتأمل للتفاؤل وللتجدد ولـ "الصباح رباح".وبهذه الرؤية التفاؤلية يحسن الراوي انتقاء نهاية مفتوحة لروايته- روايتنا حيث ينهي الرواية متفائلًا: "لا أفضل من الصباح للشروع في بداية جديدة".
وبدوره قال مؤلف الرواية، الكاتب عودة بشارات، ان كتابة الرواية تتطلب جهدًا كبيرًا من حيث الاستغراق في كتابة احداث الرواية وتفاصيلها وصفات شخوصها ودقائق وقائعها. وقال بشارات: "أبطال روايتي هم من البيئة التي أعيشها، بمعنى أنه ليسوا من الشخصيات الخارقة، بل من الناس العاديين الذين ربما لا يلتفت أحد إليهم".
وقال بشارات: "الأدب هو حاجة حياتية للمجتمع من اجل سبر غوره والتعرف على ما يجول في غرفه الداخلية وساحاته الخلفية، وهو هام لأن الأدب يطرح الوجه الإنساني للمجتمع، على نواقصه وميزاته ومعاناته وأفراحه، أمام محاولات شيطنة المجتمع العربي في البلاد والخارج".
وقال: "هذه الرواية تتحدث عن فترة الثمانينات من القرن الماضي، فترة انطلاق مجتمعنا نحو الآفاق الرحبة، عل كافة تحدياتها، من مجتمع صغير دافئ إلى الجامعات والعمل في المدن، وإلى مواجهة تعقيدات الحياة والشعور بالاغتراب هناك. هذه الفترة شهدت انطلاقة الشبان والشابات إلى عالم جديد بخطى مترددة وفيما بعد بخطى ثابته، وفي أحيان كثيرة كان هذا العالم مكتظًابقضايا الاستقلالية الشخصية وكذلك بالقضايا الوطنية".
وقال بشارات "إن الانتقال الزمني في الرواية بين الحاضر والماضي أملته الأحداث.إنه النظر عن بعد، من سن الستين إلى سنوات الشباب.إن مراجعة الأحداث من هذا السن تنطويعلى مغاز كثيرة، لأن الحكم على الأحداث خلال وقوعها يختلفعن الحكمعليها على بعد سنوات. ووجدتُ أنه من خلال هذا التنقل بين الماضي والحاضر من الممكن إعطاء الرواية طابعها الدرامي."
وفي نهاية اللقاء جرى نقاش عميق وممتع شارك فيه الكثير من الحاضرين، حيث تعرضوا الى جوانب متعددة في الرواية وكذلك تمت مناقشة مسائل هامة في الأدب عامة والأدب المحلي خاصة.
إضافة تعقيب