يا أيُّها اللّحدُ فيكَ الناسُ قد دُفِنوا
منذُ القديمِ ولكنْ لم يَعُدْ أَحَدُ
فيا زَمَنًا ما كانَ أَقْصَرَهُ
ويا لها حَسْرَةً مَفْعُولُها النَكَدُ
قد انتهى المرءُ والذكرى على سَمَعٍ
فوقَ المدى فتنادى الجَمْعُ والعُمُدُ
وليسَ يُجْهَلُ مشهورٌ ولا عَلَمُ
فَلْم تَرِدْ حيرةٌ فيهم ولا رَشَدُ
كُنّا نرى «ابنَ حُسَيْنٍ» بيننا عَلَمًا
لكنْ يُباري نُجومًا ما لهُم عَدَدُ
كانَ الهُدى والصَفَا والعلمَ مُجتمِعًا
في شخصِهِ وانتصارُ اللُطفِ والجَلَدُ
فَلَمْ يكُنْ حُسْنُ عَزْمٍ لا نراهُ بهِ
ولم يكُنْ فيهِ سوءٌ حينَ يَنْتَقِدُ
قد كانَ خيرَ «الندامى» في مجالسِهِ
فلا يُسَرُّ لقولِ الجاهلِ الأَسَدُ
قَرِيضُهُ كنقاءِ الماءِ حينَ صفا
وعِبْرَةٌ فيهِ مثلَ العامِ تُعْتَمَدُ
**
يهوى شِفا الشَمْلِ مُعْتَدًّا بمهنَتِهِ
وفي معالِمِ طبِّ اللهِ يَجْتَهِدُ
هذا «نديمٌ» هوى مِن أوجِ قامتِهِ
على المسيرةِ فاهتزّتْ لَهُ البَلَدُ
إذا أَرَدْنا لحُزْنِ القَلْبِ تَعزِيةً
تُرضي فَغَيْرَ عظيمِ الصَبْرِ لا نَعِدُ.
(كفر ياسيف)
إضافة تعقيب