news-details

لا تعلّقوا أولادكم في مسامير الجدار | عبد الرزاق دحنون

ابني الصغير إبراهيم في سنته الأولى معلّقاً في مسمار جحا في منزلنا في حيّ البيطرة في مدينة إدلب في الشّمال الغربي من سوريّة في شتاء عام 2015. وبعد حين لم يعد ينفعنا مسمار جحا هذا، فغادرنا البلاد في خريف حزين من عام 2016 إلى بلاد أكثر أمناً وأوفر حظّاً. 

تركنا هناك الذّكريات معلّقة على حبل الغسيل في صحن الدار، وتركنا مونة الشّتاء معلّقة في مسامير الجدار: بصل، وبامية، ورمان، وتين يابس، وثوم. وتركنا حليباً في أَضرع ماعزنا، وتركنا رفّ حمامنا المنزليّ يطير في الأجواء بلا زاد ولا ماء، وأعطينا لزغب القطا طوق النجاة، ثمّ عبرنا جسر الموت إلى الحياة.

تقول حكاية مسمار جحا والتي يعرفها معظمنا بأن جحا باع بيته إلى جاره الغني، وشرط أن يكون البيت بكامل أثاثه وجدرانه ملكاً لجاره ما عدا مسماراً واحداً يبقى ملكاً لجحا.

 وافق الجار على الشرط معتقداً أنها مسألة مؤقتة، وهي مسمار في جدار على كل حال، ولكن جحا أمعن في الحضور، وكان يأتي كل يوم ليطمئن على مسماره العزيز، ويتعمّد بين الحين والحين أن يحضر في أوقات الأكل والشرب والمنام، ليأكل ويشرب وينام في البيت الذي باعه.

 لم يستطع الجار تحمل هذا الوضع مع المسمار، فترك البيت وهرب، وعاد البيت مع المسمار إلى جحا. وأصبحت الحكاية مضرب المثل في استخدام الحجج الواهية للوصول إلى الهدف المطلوب. فهل يعود أهل البلاد إلى بلادهم ومسامير جدران بيوتهم؟

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب