لقد سبق أن احتفلنا بنهاية الكورونا في السنة الماضية مرتين – ومرتين في وقت ابكر مما ينبغي. ان عدم القدرة على ضبط النفس في حينه جبى حياة الكثيرين والحق دمارا اقتصاديا. فلماذا نكرر الخطأ الان، في موعد قريب جدا من النصر؟
خرجت اسرائيل من الاغلاق الاول، من الموجة الاولى لوباء الكورونا مع مصابين مؤكدين جديدين في اليوم على كل مليون نسمة ومع معدل مصابين مؤكدين في الفحوصات دون 0.5%. بدون تطعيمات.
الفتح السائد للحياة الاقتصادية، الاستهتار بتوصيات المستويات المهنية والسلوك غير الاخلاقي لجماعات تجارية، اجتماعية ودينية أدت الى موجة اصابة ثانية واغلاق ثانٍ. خرجنا منه مع 75 اصابة مؤكدة جديدة لكل مليون نسمة ومعدل عدوى 1.7%. مرة اخرى بدون تطعيمات.
هذه معطيات مرغوب فيه ذكرها الان ولا سيما امام "الاعتذارات" التي يطلقها بعض من مصممي الرأي العام عن التحذيرات الخطيرة التي طرحت في ضوء تجمهرات الحريديم كثيرة المشاركين والاحتفالات العلمانية الجماهيرية في المساخر. نحن نعتذر على اننا اخطأنا في تحذيراتنا، يقولون، انذرنا عبثا.
هل حقا؟ تماما لا. فتأثير احداث المساخر ينبغي قياسه ليس مقارنة بمعطيات الاصابة بالكورونا عشية العيد بل حيال الوضع الذي كان يمكن لنا فيه أن نعيش الان لو لم تكن تلك الاحداث السائبة. هيا نوضح بما لا لبس فيه: مواطنو اسرائيل دفعوا ثمنا باهظا مقابل حرية الاختراق للانظمة الصحية الذي قامت به دوائر واسعة في اسبوع المساخر.
فقد تسببوا في يبقى في اسرائيل يتكشف نحو 2000 اصابة مؤكدة بالكورونا في اليوم بالمتوسط الاسبوعي وليس 900 كما كان متوقعا حسب نماذج التطعيم الجماعي. تسببوا في أن معدل النتائج ا لايجابية في الفحوصات انخفض الى نحو 3% وليس الى 1%. هم مسؤولون عن مئات المرضى النشطين الاخرين وعن معامل العدوى الذي وان كان ادنى من 1 الا انه ضعف ما كان يفترض أن يكون في دولة كاد كل مواطنيها كبار السن قد تطعموا.
عن مدى تفويت الفرصة في البلاد يمكن أن نتعرف من التجربة البريطانية. فقد اصيب البريطانيون بوحشية في موجة الكورونا الثالثة. واضطرت حكومتهم لان تتخذ خطوات اغلاق بعيدة الاثر في معظم الدولة. وبالتوازي شرعت في حملة تطعيم ابطأ واقل نجاعة من اسرائيل. رغم ذلك، فان الحرص على تعليمات السلطات الصحية والانضباط المدني قلل معدل المصابين في بريطانيا الى 0.5%، عدد المؤكد اصابتهم الى 85 لكل مليون (مقابل 280 عندنا) ومعامل العدوى الى 0.6 (مقابل 0.78 عندنا)، فأوقفوا الوباء. عندهم لم يكن مساخر، وفتح كل المرافق لا يزال بعيدا.
وعليه، فمرغوب ايضا في اسرائيل الانتظار قبل الاحتفال بنهاية الكورونا وازالة مزيد من القيود في عيد الفصح. على الاقل الى أن ننزل الى 500 اصابة مؤكدة بالكورونا جديدة في اليوم، الى بضع عشرات المرضى النشطين في المستشفيات والى معدل عدوى اقل من 1%.
اذا تمكنا من التحلي بالصبر وتصرفنا بضبط للنفس لاسبوعين – ثلاثة اسابيع اخرى سننجح بمعونة التطعيمات الرابعة في الوصول الى هذه المؤشرات. لقد سبق أن احتفلنا بنهاية الكورونا في السنة الماضية مرتين – ومرتين في وقف ابكر مما ينبغي. ان عدم القدرة على ضبط النفس في حينه جبى حياة الكثيرين والحق دمارا اقتصاديا. فلماذا نكرر الخطأ الان، في موعد قريب جدا من النصر؟
يديعوت أحرنوت- 15/3/2021
إضافة تعقيب