*خطة ترامب هي هراء فيها امكانية كامنة لتدهور الوضع القائم. من أجل ان نفهم بان كل هذا الخداع هو ليس حقا رفيف أجنحة الفراشة في واشنطن والتي ستؤدي الى عاصفة في الشرق الاوسط، ينبغي أن نتابع مداولات العزل مع وصمة العار الجارية لترامب في مجلس الشيوخ الأميركي*
"الاتفاق التاريخي" الذي قدمه ترامب لنتنياهو هو شيك بلا غطاء من مفلس. هذه خطة شريرة، مدعية وسخيفة لها هدفان محددان: انقاذ بيبي من السجن وتثبيته كالمصمم التاريخي لدولة اسرائيل.
كل شخص عاقل يفهم على الفور بان الحديث يدور عن هراء فيه امكانية كامنة لتدهور الوضع القائم. من أجل ان نفهم بان كل هذا الخداع هو ليس حقا رفيف أجنحة الفراشة في واشنطن والتي ستؤدي الى عاصفة في الشرق الاوسط، ينبغي أن نتابع مداولات العزل مع وصمة العار الجارية لترامب في مجلس الشيوخ الأميركي. وهذا ما يفعله الأميركيون الذين تهمهم شؤون الشرق الاوسط كما تهمهم قشرة الثوم حين يكون كوبي براينت تحطم وفيروس الكورونا يقلع.
صحيح أن ترامب يتجول كعادته منفوخا كالديك، ولكنه في هذه الايام على منقل مداولات العزل مع وصمة العار. لديه حزام امني مؤقت في مجلس الشيوخ ولكن آثار المداولات وملحقات مثل شهادة رجل مافيا صغير يدعى ليف فرانس، تكشف الابعاد الجنائية لصفقة القرن الثانية لترامب، وهذه المرة في اوكرانيا.
ادام شيف، الذين يدير مداولات العزل عن الكونغرس، حاكى للرئيس ملفا مغلقا (بالمعنى الصحيح لعرض القضية) وعرضه كخائن عرض الولايات المتحدة ويعرضها للخطر من ناحية أمنية تجاه الخارج ومن ناحية ديمقراطية تجاه الداخل، خائن تماما. توقعت من شيف بعد هذا الاتهام الجسيم الذي اثبت بالاف الادلة محاكمة بالخيانة ولكنه اكتفى بطلب العزل مع وصمة العار من البيت الابيض، وفورا. هذا بالطبع لن ينجح، وعلى أي حال ليس فورا.
الاغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، كما كان متوقعا، تثاءبت سأما لسماح الادعاءات ضده. وقالوا هذه محاكمة تبعث على التثاؤب. ويدعي محامو الرئيس بان الحديث يدور عن ادارة سليمة للسياسة، والصديق (لنتنياهو) الن درشوفيتس تبرع بتعابير قانونية. مثلما في حالة نتنياهو، الكل يعرف بان ترامب كذاب. فهل خائن؟ ماذا في ذلك؟ وفي هذه الاثناء، في جبهة انتخابات 2020، كل الديمقراطيين الثلاثة الاوائل في السباق للرئاسة يتفوقون على ترامب ولكن أيا منهم ليس كندي جديد.
والى ذلك، في اسرائيل يقيسون بالمجهر الفوارق بين لقاءات غانتس ونتنياهو مع الرئيس على مستوى من منهما تلقى شرفا أكبر. كي نفهم التوازن يجدر بنا أن نأخذ تلسكوب لنفحص من هو اليوم هذا الترامب الذي يعمل هنا مثابة المخلص.
يدور الحديث هنا عن جثة سياسية عفنة رائحتها واضرارها تهدد بتدمير الانسجة السليمة في المجتمع الأميركي ومنظومة العلاقات الدولية التي قادها اوباما نحو تفاهمات افضل. مثل نتنياهو، يدير ترامب اليوم معركة أخيرة على حياته. في مقال افتتاحي لـ "واشنطن بوست" جاء انه "في نهاية اليوم، الادلة التي عرضت في مجلس الشيوخ ستصيب سواء ترامب أم مجلس الشيوخ الجمهوري، حتى لو تجاهلوها ام لم يتجاهلوها"، وهذا بالضبط ما ينتظر نتنياهو.
معاريف- 29/1/2020
إضافة تعقيب