باستثناء الحروب التي اجتزناها منذ اقامة الدولة، لم تعرف اسرائيل أيام سيئة مثل الايام التي كانت في ظل حكم نتنياهو. لذلك، يجب عدم البقاء في البيوت، وأن نذهب للتصويت من اجل أن نزيح عنا هذا القدر السيء
امكانية أن يواصل نتنياهو تولي رئاسة الحكومة في اسرائيل بعد الانتخابات القادمة هي لكمة في وجه اسرائيليين كثيرين. هم يعرفون أن استمرار ولايته يمكن أن يقودنا الى هاوية أو يدهورنا نحوها. تذكروا مشاهد ظهوره الاخيرة على الشاشة. الزعيم الذي فشل في ادارة ازمة الكورونا يلقي عن كاهله اخفاقاته بالتبشير بأن اسرائيل هي الدولة الاولى التي خرجت من الازمة. الضحك القادم من دولتين بعيدتين ومتخلفتين في طرفي العالم، استراليا ونيوزيلندا، يمكن سماعه ايضا في القدس اذا أردنا ذلك.
وبكاء عائلات الستة آلاف ميت بالكورونا في اسرائيل، يمكن سماعه في جميع ارجاء البلاد. ولكن امور تافهة مثل شيء حقيقي غير مألوفة على لسان من أخذ التطعيم الاول والذي يواصل التألق بكونه الأول في الكذب. اعطوه نقطة استناد في التلفزيون وسيكذب على كل العالم.
ما الذي لم نسمعه منه، وكيف أن الكثيرين حتى الآن لم يتعلموا بعد أن نتنياهو هو مخادع متعجرف ومتبجح. تشرتشل الثاني، فقط السيجار يربط بينه وبين الزعيم البريطاني المشهور. ولكن طائفة المتملقين له لم يدركوا بعد أنه يجب علينا ابعاده عن حياتنا من اجل أن لا يواصل سحق وتحطيم كل بقعة جيدة هنا في اسرائيل.
لماذا؟ هل توجد لنا بلاد اخرى؟ اليكم مجموعة من مآثره الاخيرة: دولة اسرائيل تدار بدون ميزانية في السنتين الاخيرتين؛ محامو نتنياهو تعهدوا في المحكمة العليا (أيار 2020) بأنه سيوقع على اتفاق تضارب مصالح، لكن بعد تشكيل الحكومة تنكر لتعهدهم؛ في بداية العام 2020 ألقى على هيئة الامن القومي مهمة ادارة ازمة الكورونا، لكن بعد اربعة اشهر تقريبا، لجنة الكنيست قررت بأن هيئة الامن القومي لن تقوم بادارة الازمة؛ نتنياهو وقع على اتفاق مع دولة الامارات قبل احضاره للحصول على مصادقة الكابنت والحكومة والكنيست عليه؛ نتنياهو اعلن عن ارسال تطعيمات الكورونا الى دول اجنبية بدون صلاحية؛ في السنوات الاخيرة يدهور العلاقة بين اسرائيل والاردن بشكل دائم. ومؤخرا الى حضيض غير مسبوق حتى قبل توقيع اتفاق السلام بين الدولتين.
عشية الانتخابات السابقة، في نهاية شهر شباط 2020، توجه ستة رؤساء سابقين من الموساد والشباك الى الجمهور في اسرائيل بنداء تحذير أن لا يصوتوا لنتنياهو. "نتنياهو خطير على اسرائيل". هكذا حذروا في الشبكات الاجتماعية. "شيء ما عميق تغير في اعتباراته"، قال افرايم هليفي؛ "هو يشكل خطر حقيقي على الامن"، قال عامي ايلون وشبتاي شبيط؛ "الثمن يمكن أن يكون المس بمستقبل وجود اسرائيلي"، قال كرمي غيلون؛ "خطر واضح وملموس على الامن القومي"، قال تمير بردو؛ "لقد فقد الحق الاخلاقي في أن يقود"، قال يوفال ديسكن. حتى الآن لم نقل أي كلمة عن تقديم لوائح اتهام ضده وعن محاكمته التي بدأت. واذا كانت هذه، حسب قوله، ليست سوى "محاولة لاسقاط رئيس حكومة"، فيجب "شطبها" و"الغاءها". وفي الاصل هذه تلاشت.
لم تكن مهزلة في اسرائيل مثل مهزلة "ليكن في فترة حكم نتنياهو". وربما الادق القول إنه باستثناء الحروب التي اجتزناها منذ اقامة الدولة فان اسرائيل لم تعرف ايام سيئة مثلما في ايام حكمه. هل كان لذلك اشارة مسبقة قبل انتخابه للمرة الاولى في 1996؟ نعم، كان، بالاساس لم يكن هذا اشارة، بل كابوس متواصل: التحريض ضد يتسحاق رابين.
الشخص الذي كان يستطيع قيادة تابوت "دفن الصهيونية"، الذي كان مكتوب عليه "رابين يقضي على الصهيونية"، يمكنه أن يهين أي شخص يشغل منصب وأي شخص انتخبه الجمهور. الآن من يعتبر ايتمار بن غبير شريك محتمل وشرعي في حكمه، ينير نفسه بضوء كهانا.
بنيامين نتنياهو "لم يسلب الدولة منا". حتى الآن، لا. في هذه الاثناء هو فقط ينكل بالدولة، أي بنا، منذ سنوات كثيرة. كثيرة جدا.
لقد كان في اسرائيل زعماء آخرين لم نكن راضين عنهم. آخرون اطعمونا المر. ولكن لا أحد منهم نشر حوله الكراهية بصورة منهجية وباستمرار مثل نتنياهو. ولم يمزق أي واحد مثله المجتمع الاسرائيلي ويحدث فيه شروخ. ايضا لم يرسم الطريق لتدمير الديمقراطية الاسرائيلية مثلما يفعل في كل يوم. وفترة ولاية اخرى لنتنياهو يمكن أن تنزل كارثة على دولة اسرائيل، ليس أقل من ذلك. لا تبقوا في البيوت، اذهبوا للتصويت. يجب أن نزيح عن اكتافنا هذا القدر السيء.
هآرتس- 21/3/2021
إضافة تعقيب