هآرتس- 21/6/2020
*لم يصل الاحتلال والعنصرية والتمييز الى وسائل اعلام التيار المركزي فان شراكة برلمانية يهودية – عربية لن تكون مجدية*
توقفوا عن التباكي واخرجوا من الفقاعة – هذه هي الجملة التي تمر في ذهني في كل مرة أسمع فيها يساريا يحاول أن يشرح كم هي هامة الشراكة بين اليهود والعرب، وكم هو ضروري اقامة معسكر ديمقراطي كبير، وحتى وضع أيمن عودة أو احمد الطيبي على رأسه. هكذا، عودة والطيبي، مثل عرب آخرين وعدد غير قليل من اليهود يحلمون بقائمة من 22 مقعدا تشكل قوة برلمانية هامة. فهل سيأتي الخلاص من هنا؟
قبل الانتخابات الاخيرة كتبت بأن الخلاص لن يأتي من القائمة المشتركة. الكثيرون استغربوا. وفي القائمة المشتركة كان من اعتبروا هذه الاقوال عملا تخريبيا. وزملاء قالوا بشدة إنه اذا حصلت القائمة المشتركة على 15 مقعدا فان بنيامين نتنياهو لن يكون رئيسا للحكومة.
وبعد الانتخابات جاهد عودة والطيبي حتى في اوساط جمهورهما الى أن نجحوا في اقناع التجمع حتى من اجل منح بني غانتس اغلبية برلمانية. وقد حصل غانتس من المشتركة على 15 توصية، وبعد مفاوضات شملت مسائل مبدئية وهامة مثل تجميد قانون كامينتس وبرنامج محاربة الجريمة ومساعدة القرى غير المعترف بها في النقب، كل ذلك تبخر عندما انضم غانتس الى بنيامين نتنياهو.
حسب رأي المواطن العربي العادي الذي كلف نفسه وذهب للتصويت مرة تلو الاخرى منذ العام 2015، فان النتيجة محزنة: نتنياهو اصبح رئيس الحكومة، قانون القومية وقانون كامينتس بقيا على حالهما، وفي النقب الجرافات تواصل الهدم، وبشكل اساسي يتوقع تطبيق خطة الضم وخطة ترامب.
صحيح أن القائمة المشتركة لا ذنب لها في استخذاء غانتس واصدقائه لليمين، واعضاؤها فعلوا كل ما في استطاعتهم لكنهم لم ينجحوا لأن الاغلبية اليهودية غير ناضجة للتغيير. لهذا السبب بالضبط فان زيادة حجم القائمة المشتركة – حتى بسبعة مقاعد اخرى في اعقاب انضمام مصوتي ميرتس والعمل الذين بقوا بدون مأوى – لن تؤدي الى التغيير المأمول. بالعكس، هذا المعسكر سيشكل ارض خصبة للتحريض منفلت العقال من قبل اليمين الذي سيستغل هذه الوحدة من اجل زيادة قوته.
تغيير حقيقي وعميق في الواقع يقتضي تغيير حقيقي وعميق في الخطاب والرؤية. اليسار يجب عليه أن يفهم بأن عليه الانتقال من الدفاع الى الهجوم. وهذا يعني أن الخطاب حول انهاء الاحتلال يجب أن يقف في منتصف المنصة. لا تكفي المقالات في "هآرتس".
فطالما لم يصل الاحتلال والعنصرية والتمييز الى وسائل اعلام التيار العام – ومن اجل أن تصل الى هناك يجب عليها خلق نسبة مشاهدة عالية – فان شراكة برلمانية يهودية – عربية لن تكون مجدية. مظاهرات مساء السبت يجب أن تكون حدث عام وجزء من خطة منظمة وليس حدث منفرد يتم نسيانه بعد ايام. ويجب عليها اجتياز حدود تل ابيب وأن تصل الى كل مكان في اسرائيل.
الزعيم القادم لليسار الصهيوني يجب عليه الوقوف امام الميكروفونات في ارجاء البلاد، حتى في مدن التطوير ومعاقل اليمين، والاجابة على الاسئلة بدون خجل أو اعتذار. ويجب عليه الاعلان بأن اليسار ليس كلمة مدانة وأن انهاء الاحتلال هو مصلحة اسرائيلية، وأنه مستعد وحتى يريد أن تستند حكومته على اعضاء كنيست عرب، ويجب الغاء قانون القومية.
فقط حينها ستنشأ ثورة حقيقية، وفقط حينها سيتم هدم جدران الخطاب الثابت، وفقط حينها العرب واليهود سيذهبون الى التصويت بنسبة أكبر، وفقط عندما تسري رسائل كهذه في كل مكان، سواء في اسرائيل أو في المناطق الفلسطينية، وايضا في اوروبا وبالأساس في الولايات المتحدة، سيعرف الناس بأنه قد حدث هنا تغيير حقيقي وليس مجرد محاولة اخرى لطيفة. ولكن في الحقيقة من غير المهم تشكيل قائمة لتل ابيب والعرب.
إضافة تعقيب