هآرتس- 13/5/2020
*بإمكان غانتس بل يتوجب عليه أن يقنع الادارة الأميركية ان الحكومة التي هو عضو فيها لا تتحدث بصوت واحد وانها شكلت من اجل معالجة ازمة الكورونا وليس للاضرار بفرص السلام وهذا لن يحوله الى يساري بل الى شخص متعقل*
من المؤسف أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي سيأتي اليوم في زيارة لإسرائيل لن يحضر حفل أداء القسم لحكومة البالون الاسرائيلية. لقد كان بإمكانه أن يأخذ انطباعات عن قرب من القشدة الخالصة للسياسة في اسرائيل، وأن يحك مرفقه بمرافق أعضاء احدى الحكومات الكبرى في العالم ويرى كيف أن الديموقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط تكيف نفسها لما هو مقبول لدى جيرانها.
هذه حكومة تشبه غرفة المرايا المقعرة في لونا بارك. كل واحد من اعضائها يبدو ككاريكاتير لنتنياهو، ولكن بومبيو بنفسه هو شريك كبير في ادارة يقف على راسها رئيس مكون من اجزاء انتجت في ايكيا، لم يأتي ليكون انطباعات عن حجم الدمار المباشر والضرر البيئي الذي ستحدثه هذه الحكومة.
لقد جاء ليساهم بنصيبه في الاحتفال من بين امور اخرى، هو ينوي أن يناقش مع الرأسين حول مساحة دولة اسرائيل بعد ان تضم لنفسها الذنب الأعوج لغور الاردن وكذلك بقع جلدية اخرى على صورة مستوطنات سيتم ضمها اليها. الادارة الأميركية غير متأثرة بصورة خاصة من القبح في جمال خارطة أرض اسرائيل الجديدة. كما انه سيتطرق لرد الفلسطينيين والدول العربية على الضم مثل اسرائيل، ويصفه كعلكة قديمة علقت بنعل الحذاء.
ربما أن بومبيو سيذكر بأنه اذا كان هنالك ضم سيتم فقط حسب خطة السلام لترامب– أي مفاوضات مع الفلسطينيين. ولكن اذا لم يوافقوا على مفاوضات، ومن الواضح ان هذا ما سيحدث، عندها لن يكون الأمر فظيعاً يمكن القيام بضم احادي الجانب.
حيث أنه مع المنتج النهائي لن تضطر الولايات المتحدة أن تتعايش. نظراً لأن مواطني اسرائيل وضعوا على رؤوسهم الحكومة التي يستحقونها، فإنهم لا يجب عليهم أن يتذمروا- لقد حصلوا على الوجبة التي طلبوها. هم حتى لا يمكنهم أن ينتخبوا بسبب خداع بيني غانتس، الامل الذي تقنع بقناع الوسط.
صحيح ان غانتس تحدث في بداية التاريخ (أي قبل سنة) وقال انه يعارض ضم احادي الجانب، وبعد ذلك نشر رسائل تقول ان الادارة الأميركية لن توافق على ضم احادي الجانب. ولكن الان الادارة تؤيد. حقاً تؤيد – حتى لو انها لا تقول ذلك بصورة صريحة. حيث انه لم يدخل الى الكازينو من اجل ان يشرب القهوة ويقدم الوعظ ضد لعب القمار.
اذا قام نتنياهو بالضم وبارك ترامب ذلك فإن غانتس لن يستقيل من الحكومة، وعندما يحين دوره ليجلس على كرسي الشرف، هو لن يعيد العجلة الى الخلف. هو حتى لن يستطيع الادعاء بانه حاول وقف الكارثة، حيث انه حسب الاتفاق مع نتنياهو ليس لديه حق الفيتو.
بالطبع يمكن تبني مقاربة لينين، حيث أن مقولة " كلما كان الوضع أسوأ يكون ذلك أفضل" منسوبةً له- والادعاء أن الضم هو مرحلة في الطريق الى الجنة الموعودة. يمكن ايضاً تشجيع الاتحاد الاوروبي على فرض عقوبات على اسرائيل، من اجل أن تكون جزء من الشر الذي سيأتي قبل الخير- أو مجرد أن يهز الاكتاف ويقتنع أن الضم لن يغير واقعاُ سيئاً، والذي هو بشكل من الاشكال موجوداً بالفعل، هو بالمجمل سوف يمزق قناعاً آخر من على وجه النفاق.
ولكن بالإمكان، وأيضاً يتوجب اعادة غانتس الى اساساته. ليس له حق الفيتو، ولكنه يستطيع ان يشرح لبومبيو أن ضماً احادي الجانب ليس مقبولاً لا عليه ولا على الكثير من الاسرائيليين الموجودين في كحول لفان.
غانتس يستطيع ويتوجب عليه اقناع الادارة الأميركية بأن الحكومة التي هو عضو فيها لا تتكلم بصوت واحد هو يجب عليه أن يذكر بأنها شكلت من أجل معالجة ازمة الكورونا وليس من اجل التسبب بضرر لا يمكن الرجوع عنه لفرص السلام، وان الاتفاق مع نتنياهو لا يلزمه بان يسكت عن هذا الشأن.
هذه اللحظة التي على غانتس فيها أن يثبت بداية لجمهور ناخبيه وبعد ذلك أيضاً لترامب ومبعوثيه بأنه ينوي أن ينفذ على الاقل جزء من تعهداته ويوقف جنون المسيحانيين في القدس وفي واشنطن. ان موقفاً كهذا سيمنحه القليل من دقائق الهالة التي ستذكر له، هي لا تجعله يساريا لا سمح الله بل مجرد شخص سوي العقل.
إضافة تعقيب