هآرتس- 13/5/2020
تبعث الزيارة الخاطفة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الى اسرائيل العجب. ففضلا عن الشرف الذي تمنحه لبنيامين نتنياهو عشية اقامة الحكومة الجديدة، علم بانه يعتزم البحث معه في مستقبل المعركة ضد ايران، في التعاون في الكفاح ضد الكورونا وفي الضم المرتقب في الضفة. الموضوعان الاولان لا يستوجبان زيارة خاصة. فالتنسيق مع الولايات المتحدة في الموضوع الايراني يجري بشكل منتظم ومثله ايضا التعاون في موضوع الكورونا. اما ضم الغور واجزاء من الضفة بالمقابل فيستوجب ايضاحات دقيقة لا تبقي مجالا للتفسيرات.
لقد اوضح السفير الأميركي في اسرائيل ديفيد فريدمان بان الادارة الأميركية يمكنها أن تستعد للضم في غضون بضعة اسابيع، ولكنه تحفظ ايضا على الخطوة بالحاجة الى خوض مفاوضات مع الفلسطينيين وفقا لمخطط السلام للرئيس ترامب.
وقال بومبيو نفسه في مؤتمر صحفي الشهر الماضي ان "الضم هو قرار دولة اسرائيل"، فيما أن مبعوث ترامب الى الشرق الاوسط، صهره جارد كوشنير شرح بان ما اتفق عليه بين الولايات المتحدة واسرائيل هو أن تتشكل لجنة مشتركة تبحث في خريطة طريق مرتبة. كل هذا بعيد عن الايضاح اذا كانت الولايات المتحدة تشجع أن تتحفظ على الضم من طرف واحد.
التقدير السائد هو أن الادارة الأميركية ستؤدي كل قرار يتخذه رئيس الوزراء، سواء كان في اطار خطة السلام أم لا، ليس فقط بسبب التزام ترامب بنتنياهو بل لانه يستعى لان يجند الى جانبه اليمين الأميركي ولا سيما تأييد الافنجيليين قبيل الانتخابات للرئاسة في شهر تشرين الثاني.
ان اعتبارات ترامب وبومبيو لا تلزم الجمهور في اسرائيل أو حزب أزرق أبيض الذي انضم الى الحكومة بدعوى أنه سيشكل كابحا من العقلانية في وجه جنون المنظومات الذي يحدثه نتنياهو وشركاؤه في اليمين.
ان الضرر الهائل المرتقب من الضم احادي الجانب لاجزاء من الضفة تبدو ظاهرة للعيان منذ الان، مع بيان دول الاتحاد الاوروبي عن نيتها البحث في فرض عقوبات على اسرائيل. ولكن الرد الدولي الحاد او الشرخ العميق والذي لا رجعة عنه مع الاردن هما مجرد بعض من الثمار السامة التي سينتجها الضم.
اهم من ذلك هو تحطيم كل فرصة للمفاوضات السياسية مع الفلسطينيين في المستقبل على اساس حل الدولتين للشعبين، حتى عندما يتغير رئيس الوزراء وكذا وضع حاجز لا يمكن اجتيازه في وجه كل حكومة في المستقبل.
لا يمكن أن نتوقع من نتنياهو أن يتراجع عن الاندفاع نحو توسيع حدود اسرائيل بطريقة غير قانونية، ولكن على شريكه غانتس ان يعرض موقفا لا لبس فيه وان يوضح لبومبيو بان الضم هو خطر وجودي على اسرائيل.
إضافة تعقيب