البروفيسور ايتان غلبوع
محاضر وخبير في الشؤون الأميركية
معاريف- 25/10/2020
في سنوات اوباما نشأ شرخ بين اسرائيل والديمقراطيين، بما فيهم يهود الولايات المتحدة الذين هم في معظمهم ديمقراطيون
تفوق فرص جو بايدن للانتصار في الانتخابات المقتربة للرئاسة عن فرص ترامب. فكيف سيتعاطى هو وادارته مع اسرائيل؟ وكيف ينبغي لإسرائيل أن تتعاطى معه؟ لقد تولى لثماني سنوات منصب النائب لاوباما، وعليه فمتوقع استمرارية ما في السياسة التي ميزت الادارة اياها.
وان كان كل رئيس يتطلع لان يترك أثره، وعليه فإن بايدن سيحاول التحرك في مسار خاص به ايضا. في سنة ولايته الاولى وربما بعدها، سيتركز اساس اهتمامه كما يبدو على الشؤون الداخلية والتصدي لازمات الكورونا الصحية والاقتصادية والعلاقات العرقية. وسيعنى فقط في الشؤون الخارجية التي ستكون اضطرارية لأمن ورفاه الولايات المتحدة.
سيؤثر عاملان على سياسته تجاه اسرائيل: تركيبة الكونغرس ومواقف الجناح الراديكالي في الحزب الديمقراطي. سيواصل الديمقراطيون التحكم بمجلس النواب، وثمة احتمال لان يتحكموا بمجلس الشيوخ ايضا، الذي يتحكم به الجمهوريون الان. وسيسمح التحكم التام للديمقراطيين في البيت الابيض وفي الكونغرس لبايدن لان يدير سياسة كما يشاء دون معارضة من جانب المشرعين. ويعد الجناح الراديكالي في اوساط الديمقراطيين، برئاسة بارني ساندرز واليزابيت وورن معاديا لإسرائيل. وحفظا لوحدة الحزب، سيتعين على بايدن ان يخصص لهم بضع تعيينات رفيعة المستوى، ولكن ليس واضحا إذا كان سيندرجون في مناصب في شؤون الخارجية والامن.
لن يعيد بايدن السفارة الأميركية من القدس الى تل أبيب، ولكنه سيعيد فتح القنصلية للفلسطينيين في شرقي القدس وكذا مكتب م.ت.ف في واشنطن، الذي اغلقه ترامب. وهو لن يستخدم المساعدة العسكرية الأميركية لإسرائيل كي يفرض عليها خطوات تجاه الفلسطينيين، كما يطالب الراديكاليون. ولكنه سيستأنف المساعدة الاقتصادية الأميركية للسلطة الفلسطينية ولوكالة غوث الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة.
سيتجاهل بايدن خطة السلام لترامب وسيعارض بكل حزم ضم مناطق في الضفة والبناء في المستوطنات. لقد دحضت اتفاقات التطبيع مع الامارات والبحرين افتراضات ادارة اوباما واسلافها، وبموجبها المواجهة مع الفلسطينيين هي المصدر الاساس لعدم الاستقرار في المنطقة وان السلام الاسرائيلي – العربي لن يتحقق الا بعد أن يتحقق السلام الاسرائيلي – الفلسطيني.
واضح ايضا أن ان التركيز المهووس على المستوطنات من جانب اوباما وبايدين كان مغلوطا وعزز الرفض الفلسطيني. ينبغي الامل بانه رغم تجند الراديكاليين سيستخلص بايدن الدروس اللازمة من فشل اوباما ومن اتفاقات التطبيع وسيواصل الميل لضم دول اسلامية اخرى للحلف الاسرائيلي – العربي الجديد.
لقد شجب بايدن ترامب على الغاء الاتفاق النووي مع إيران والذي كان شريكا في تحقيقه. وقال انه سيجري مفاوضات مع إيران على اتفاق جديد يقدم جوابا للتطورات التي وقعت منذ التوقيع على الاتفاق الملغي. يشترط الايرانيون الدخول في مفاوضات برفع العقوبات القاسية التي فرضها ترامب عليهم، ويحتمل أن يوافق بايدن على هذا الشرط المسبق. ليس واضحا كيف يعتزم التصدي للتقدم المتسارع من جانب إيران نحو القنبلة النووية وللمسائل التي أفلتت من الاتفاق الاصلي بما في ذلك تطوير وانتاج الصواريخ الباليستية، دعم الارهاب والتدخلات العسكرية في سوريا، العراق، لبنان واليمن.
في سنوات اوباما نشأ شرخ بين اسرائيل والديمقراطيين، بما فيهم يهود الولايات المتحدة الذين هم في معظمهم ديمقراطيون. ستكون حاجة عاجلة لرأس هذا الشرخ لأجل ضمان الا تكرر سياسة بايدن سياسة اوباما. وستتطلب خطوات المصالحة تغييرات مهمة في سلوك نتنياهو وسياسته. ينبغي الامل في أن يكون قادرا على تنفيذ الانعطاف اللازم وان يكون بايدين مستعدا لان يقبل بها.
إضافة تعقيب