دير حنا نادتنا فلبينا النداء | د. شكري عواودة

• د. شكري عواودة
• 31/03/2024
• نسخ الرابط

امتزج سبت النور بيوم الارض
 فزادنا نورا على نور
عادت بي الذكريات الى يوم الارض الأول، حينما كنت رئيسا لمجلس طلاب ثانوية قانا الجليل- كفركنا، حيث أبلينا بلاء ثوريا حسنا، منطلقين من الشارع الرئيسي، من أمام نادي الشبيبة بعد اعلان الاضراب العام والشامل، يوجهنا كبارنا، صالح العبد وحنا الاسعد ومحمد الحسين وواصل طه وعبد الرحمن عواودة وفوزي الحكيم وأكرم الصفوري وعبد القادر ابو خلف والقائمة تطول... 
صلنا وجلنا في شوارع البلدة 
بعد ان وصلتنا الشرارة من دير حنا الجريحة.
ورجمنا" القوى الغازية "الى أن حوصرنا بقوات المظليين في "لوز أنور السمارة"، فسقط الشهيد الخالد المرحوم محسن طه أمام ناظرينا.. 
واشتد السجال، نحن بالحجارة وهم بالسلاح الحي. وامهاتنا تحمي ظهورنا مزودين ايانا بالحجارة والشراب والمعنويات!
تعطلت الدراسة ثلاثة ايام متتالية، وزارنا الكثيرون، وخاصة وفود تضامن يهودية لقوى عقلانية للاطلاع عن كثب على الاعتداءات على المدارس، للإعداد للجنة التحقيق فأثلج ذلك صدرنا لشعورنا بأننا لسنا وحيدين نحو احقاق الحق والمساواة بعدل وإنصاف. 
وشاركنا في جنازات الشهداء في سخنين وعرابة، ووجدت نفسي مع ثلة من زملائي ورفاقي ألقي كلمة كفركنا على ظهر برميل، وعمري لا يزال 17 عاما دون أي تخطيط، مسلحين بفكر وهاج ثوري أصيل، رضعته في صفوف الشبيبة على درب الزًياد.. 
ارتبط يوم الارض باسم القائد الشعبي الخالد 
"توفيق زياد ابو الامين"، فاصبحا متلازمتين جدليتين الى يومنا هذا.
هناك من يتجاهل قصدا او بغير قصد!
وهم اولاد مبارح ولم يعيشوا الحدث المفصلي!!
وكانوا أطفالا قبل نصف قرن!
الحقيقة لا تمحوها الترهات والفذلكات ولا النجومية الزائفة..
جئنا الى دير حنا برفقة الجيل القادم مكملي درب المستقبل واثقين بغدنا الآتي على درب النضال القويم.
كل آذار وأنتم بخير 
وارضنا مزهرة بالربيع الجميل
سبت النور لنا... 
الفصح المجيد لنا.. 
وليلة القدر لنا... 
وآذار الحياة والارض لأجيالنا القادمة..