تحتفل بلادنا الغالية في هذه الفترة (تشرين الأول – تشرين الثاني)، بقطف الزيتون، الذي يعتبرُ موسما للتعاون بين أبناء البلد الواحد وكذلك بين البلدان المتجاورة، وموسما للتعارف واللقاءات بين أبناء البلد الواحد والبلدان المتجاورة.
وللزيتون وقطفه أسماء كثيرة وفي القاموس: "زيتون اسم جنس جمعي، الزيتون: شجرٌ دائمُ الخضرةِ تعصرُ ثمارهُ ويستخرجُ منها الزيت، ويلقب بالشجرة المباركةِ وأصلها التاريخيُّ من سيناء ... والزيتون أيضا " ثمر شجر الزيتون، والواحدة زيتونة، وجعها زيتونات، أمّا الزيتي فهو اسم مفرد مذكر، ومنسوب للزيت، ما كان لونه لون الزيت "(1).
ويسمى موسم قطف الزيتون الذي بأسماء متعددة في بلادنا الغالية، موسم " تجميع الزيتون" أو موسم " لقاط الزيتون" أو موسم تحويش الزيتون أو موسم جداد أو جد الزيتون، وغيرها، وهناك أمثال شعبية متعددة لهذا الموسم مثل:" اشرب زيت وناطح الحيط"، أو " ما في حدا بقول عن زيته عكر" أو خلّي الزيت بجرارة حتّى تيجي أسعاره"، أو " الزيت مسامير الرُّكب"، أمّا أيام موسم الزيتون فقصيرة فبقول أهلنا " أيّام الزيت أصبحت أمسيت" وغيرها من الأمثال الجميلة المعبرة.
والزيتون علميا يسمى باللاتينية (Olea eurpaea)، من الفصيلة الزيتونيّة. موطنه غرب آسيا، وينمو بالمناطق المعتدلة الدافئة. وترجع زراعته إلى فجر التاريخ. واتخذ غصن الزيتون رمزا للسلام من قبل العهد المسيحي، وقد استعمله الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات في الأمم المتحدة ليعبر عن استعداد الشعب الفلسطيني من خلال منظمة التحرير الفلسطينية للسلام لمن يريد السلام والصمود والمقاومة لمن لا يرغب في السلام العادل، ويقال إن أول ما شاهده نوح من النبات هو غصن الزيتون الذي عادت به الحمامة التي أطلقها من فلكه. الشجرة كبيرة معمرة، مستديمة الخضرة، تعيش قرابة ألف سنة معمرة، أوراقها رمحيه سطوحها السفلية فضِّيَّة اللون. أزهارها بيض مصفرَّة اللون، تخرج في عناقيد ثمرتها تختلف شكلا وحجما تبعا للأصناف، ويمكن جمع الثمار خضراء عند اكتمال أحجامها وأكلها بعد تمليحها. وتمتاز المرأة الفلسطينية بفنها في تحضير حب الزيتون للطعام فبعضه جرجير والآخر رصيع، وهذا الأخير بوجبات وإضافات مختلفة بين سيدة وأخرى وبين بلد وآخر ليكون في نكهات رائعة، وكذلك زيت الزيتون يشارك في العديد من الأكلات الفلسطينية التي يضيف لها الزيت طعما لذيذا.
زيت الزيتون يعتبر مادة غذائية عظيمة وهو أطيب الزيوت النباتيّة، ويستعملُ دواء وفي الطبخ والسَّلَطة، أمّا الرديْ منه فيستعملُ لصناعة الصابون الفاخر، وقد استعمله أجدادنا للمصباح عندما لم تكن الكهرباء أو الكاز.
أمّا خشب الزيتون فهو جميل متين، يصنع منه بعض الأثاث والأوعية والعصيّ، وأصنافُ الزيتون عديدة وأهمها الصوري، والنبال، والشَّملالي، والمشن، (2) والمنزلينو.
وتنجح زراعة الزيتون في معظم الأراضي، وهي تحتمل العطش والإهمال إلى حدٍ كبير.
تنجح زراعته بشكل خاص في فلسطين، وإسبانيا وإيطاليا، واليونان وتركيّا وباقي بلاد حوض البحر الأبيض المتوسط، بشكل خاص.
ويمكن تكاثره، بالأوتاد، أو الفسائل والأشطاء وبالتطعيم. وقد ورد ذكره في الكتب المقدسة ومنها القرآن الكريم. ومنها " وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه " سورة الأنعام رقمها 6، آية 99، كذلك:" والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان آية 141 سورة الأنعام6، وكذلك: ينبتُ لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب "أية 11، النحل 16، وكذلك: والتين والزيتون وطور سينين. وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم أيه 1، سورة التين 95. وكذلك: فأنبتنا فيها حبا . وعنبا وقضبا. وزيتونا ونخلا أية 29، عبس 80، وكذلك: يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربِيَّة أية 35، النور24.
والزيتون يرمز في أدبنا وشعرنا وتراثنا الثقافي الشفوي والكتابي للصمود والبقاء والتجذر في أرض الوطن الذي لا وطن لنا سواه.
إشارات:
(عرعرة – المثلث).
إضافة تعقيب