قبل الدخول في تفاصيل من ما يجري من احداث في عصرنا الحاضر، وخاصة ما يجري من ابادة الشعب الفلسطيني في غزة، علينا ان نعود ونذكر بأن الولايات المتحدة واسرائيل وكل الغرب الامبريالي والصهيونية العالمية قامت بالعديد من ىالخروب المحلية في الشرق الاوسط وهنا اريد ان اركز واذكر ما جرى بعد خطوة السادات الخيانية، حيث أقدم أنور السادات ، متنكرا لمصالح الشعب الفلسطيني الذي ارتكب المُعتدي الاسرائيلي الصهيوني، جريمة طرده من وطنه فلسطين، وارتكب جرائم النكبة.
وايضا مُتنكرا لمصالح شعوب سوريا والاردن وسائر الشعوب العربية. وقام بأجراء مفاوضات منفردة مع رئيس وزراء اسرائيل اليميني بيغن مرتكب جريمة دير ياسين، لأجل "تسوية أزمة الشرق الأوسط" وهذا التعبير لا يذكر ولا بأي تلميح أو ذكر جانبي ثانوي الحل العادل والدائم لقضية الشعب الفلسطيني الذي لا زال يرزح تحت جرائم وارهاب الاحتلال والاستيطان والآن يتعرض لحرب الأبادة.
وليس كما يدعي حكام اسرائيل بأنها حرب الدفاع عن أمنها. وما صرح به وزير المالية سموتريش الصهيوني اليميني العنصري الشوفيني بأن المطلوب تدمير رفح بالكامل دليل على همجية اليمين الصهيوني البربري. وأستعمل هذه الكلمة لأن أب الصهيونية قال ان دولة اليهود في فلسطين التاريخية ستكون قاعدة أمامية للغرب ضد البربرية. في حين ما يجري من احداث في غزة أكبر دليل على أن الهمجية والبربرية هي سياسات الولايات المتحدة والامبريالية العالمية وحكام اسرائيل ضد شعوب المنطقة وخاصة الشعب الفلسطيني وهنا أذكر بأنه خلال تلك المفاوضات بين السادات وبيغن بوساطة امريكية تخدم الصهيونية العالمية وسياسات حكام اسرائيل العدوانية، أتضح ان اسرائيل ترفض تنفيذ قرار مجلس الأمن 242، أذ أعلنت أن الضفة الغربية لنهر الاردن وقطاع غزة سيبقيان تحت اشرافها. أما سحب القوات من سيناء فينبغي أن يمتد 5 سنوات.
وذلك بشرط أن توافق مصر على جملة من المطالب ( جعل شبه جزيرة سيناء منطقة مجردة السلاح، الاشراف على منطقتي شرم الشيخ ورفح، الاحتفاظ بالمستوطنات الاسرائيلية شبه العسكرية تحت حماية القوات الاسرائيلية الخ ) وهنا أذكر بأن خطوة السادات الخيانية بالتعاون مع الشيطان الأكبر في عالمنا المعاصر الولايات المتحدة، أحبطت عقد مؤتمر جنيف لتسوية أزمة الشرق الأوسط وقوبلت هذه الاتفاقية بالتنديد من قبل الشعوب والدول العربية.
وهذه الخطوة أيضا كانت ضربة للاتحاد السوفييتي الذي أراد وسعى للعب دور ايجابي من أجل حل القضية العادلة للشعب الفلسطيني وأفشال عقد مؤتمر جنيف من قبل الشيطان الاكبر الولايات المتحدة وبالتعاون مع خيانة السادات وتعاون بيغن. وكان الهدف الأساسي منع الحل العادل للقضية الفلسطينية وكذلك ضرب واستثناء الدور الايجابي للاتحاد السوفييتي في منطقة الشرق الاوسط وترك المنطقة ساحة مفتوحة للارهاب الامركي الاسرائيلي، وأذكر هنا بأنه مقابل 3 مليار دولار تلقتها مصر من السعودية تم طرد المستشارين العسكريين الروس من مصر عام 1973.
وهنا أذكر [انه في نيسان عام 1975 اندلعت الحرب الأهلية في لبنان. وكان لاسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا والرجعية العربية دور كبير في هذه الحرب.
وهنا أذكر بأنه خلال تلك الحرب الأهلية مارست اسرائيل تزويد القوى المسيحية اليمينية الرجعية اللبنانية بالأسلحة والمعدات الحربية (وهذا ما يفعله الغرب الامبريالي الصهيوني العالمي الآن من خلال دعم القوى الرجعية المسيحية اليمينية في لبنان وأخص هنا بالذكر المدعو سمير جعجع الذي اختبىء تحت أرجل ضابط اسرائيلي داخل سيارة لجيش الاحتلال الاسرائيلي هاربا من منطقة دير القمر الى بيروت الغربية ومن هناك الى فرنسا حيث عاش هناك أكثر من أحد عشر عاما، ويأتي ويتحدث الآن عن الوطن وحرية الوطن وهنا أذكر بأن البطريرك الماروني في ثمانينات القرن الماضي توجه في زيارة رسمية لفرنسا زطلب من الرئيس الفرنسي في ذلك الوقت تقديم المساعدة لمسيحيي لبنان فقال له الرئيس الفرنسي : لماذا انتم هناك (أي في لبنان) هاجروا الى هنا (أي الى فرنسا). وهذه الجريمة جريمة تفريغ الشرق الاوسط من المسيحيين مطروحة منذ عام 1860، وهنا أذكر بأنه خلال ثورة الفلاحين (ثورة طانيوس شاهين عام 1860) قُتل 12 اورثوذكسي في دير القمر، فما كان من سفير الولايات المتحدة سوى أن يزور بيروت ويقترح على المسيحيين الهجرة والاستيطان في الجزائر).
وما جرى في سوريا من مؤامرة تهدف الى تقسيمها الى 4 دويلات قبل عقد ونصف أحد أهدافها أيضا تهجير المسيحيين من سوريا وكل هذا جزء من مؤامرات الشيطان الأكبر الولايات المتحدة ضد شعوب الشرق الأوسط.
وهنا أذكر بأن اسرائيل من 6 حزيران الى 19 آب عام 1982 اقترفت عدوانا مسلحا جديدا في الشرق الاوسط وهذا العدوان الاسرائيلي الجديد في ذلك الوقت كان نتيجة الشيطان الأكبر الولايات المتحدة مع قاعدتها الأمامية في الشرق الاوسط اسرائيل.
والحرب الارهابية حرب الابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الآن في غزة تلقى الدعم الكامل الاقتصادي والعسكري والسياسي من الشيطان الأكبر الولايات المتحدة الامريكية، ومؤلم جدا أن تُشاهد رئيس الولايات المتحدة الصهيوني عميل الصهيونية العالمية وخادم منظمة الأيباك وشركات صناعة السلاح وهويحتضن طفلة امريكية - اسرائيلية، وهو هو شريك مع حكام اسرائيل في حرب الابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة وحيث يُقتل عشرات الآلاف من الابرياء من أطفال ونساء وبسلاح امريكي اسرائيلي.
ان هذا الذي يجري قمة في عدم الأنسانية وقمة في الكيل بمكيالين. وقمة الارهاب.
ولو كانت الدول العربية دول مستقلة لما كانت جنوب افريقيا هي التي تتوجه للمحكمة الجنائية الدولية، لا بل هذا من واجب الجامعة " العربية" وكل الدول العربية. ولقامت الدول العربية بوقف سياسات التطبيع وبطرد سفراء اسرائيل من دولها لأن ما يرتكب من مجازر ضد الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده وليس فقط الآن لا بل على مدى أكثر من قرن هي جريمة ارهابية عنصرية شوفينية صهيونية بدعم الشيطان الأكبر الولايات المتحدة الامريكية.
وهنا أريد أن أذكر بأن العدوان الاسرائيلي عام 1982 على لبنان كان يهدف الى تثبيت الهيمنة والسيطرة العسكرية والاقتصادية والسياسية على شعوب ودول منطقة الشرق الاوسط والأدنى.
وهنا اريد ان اذكر بأن استراتيجية اليمين الصهيوني العنصري الشوفيني،هي ليست استراتيجية فرد لا يستحق أن اذكر اسمه بحبر قلمي، بل هي مخططات نظر لها الاستراتيجيون الصهاينة والشيطان الأكبر الولايات المتحدة، في مقاربتهم لاوضاع منطقة الشرق الاوسط، وتحديد مصلحة الامبريالية العالمية والصهيونية في المنطقة، وفي الكيفية الكفيلة باستمرار هيمنتهم وسيطرتهم ووجودهم ضمن شعوب رترفض الاضطهاد والظلم والاستبداد واستمرارهم اي الولايات المتحدة واسرائيل في محيط معاد فيه غلبة ديموغرافية هائلة، ومساحات جغرافية كبيرة بالاضافة الى امكانيات مادية وموارد أولية وثروة مائية تفتقدها اسرائيل, وشعوب مناضلة صامدة مناضلة رافعة الرأس لا تنكسر، وأنا أكتب هذا الكلام بتاريخ اول ايار ، أقول للشعوب العربية ولشعبي الفلسطيني ولكل الشعوب المحبة للسلام واسضا لكل يهودي أو مسيحي أو مسلم أو بوذي أو هندوسي أو غير مؤمن عاش الأول من أيار.
وهنا أذكر بأن الادرارات الامريكية المتتالية, وحكومات اسرائيل المتتالية وخاصة حكومة اليمين الصهيوني المتطرف الحالية تسعى الى ما يسمى " الخطة الصهيونية للشرق الاوسط" في الثمانينات التي تستند الى رؤية مؤسس الصهيونية "ثيودور هرتسل" مطلع القرن الماضي، ومؤسسي دولة اسرائيل في نهاية الاربعينيات, ومنهم الحبر اليهودي فيشمان.
وهذه الوثيقة التي نُشرت لاول مرة في شباط عام 1982 والمتعلقة بأقامة " اسرائيل الكبرى" تشكل حجر الزاوية في سياسات الايدلوجية الصهيونية اليمينية وخاصة حكومة اسرائيل الحالية، والتي تسعى الى الاستمرار في حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، واجتياح رفح ليس بهدف القضاء على حماس، بل بهدف اقتراف مجازر جديدة ضد الشعب الفلسطيني وتهجير أكبر عدد ممكن من شعب غزة، وأقتراح بايدن الأخير باستعداده استقبال لاجئين فلسطينيين في الولايات المتحدة دليل على أن هذه الخطط الارهابية تلقى الدعم من الولايات المتحدة الامريكية التي يسيطر على اداراتها المختلفة "ديمقراطية" كانت ام جمهورية والتي ان تغيرت من والى لا يعني سوى تغير القناع أما الوجه فهو واحد، تسيطر عليه منظمة "الايباك" وغيرها من المنظمات الصهيونية في الولايات المتحدة والمحافظون الجدد - كهنة الحرب.
ولقد مثل العراق خلال حكم صدام حسين ، الذي لا اتفق مع الكثير من أعماله ولكن ليس هذا موضوع المقال، أكبر فصول "بلقنة العرب" او " بلقنة الشرق الاوسط والعالم العربي" . وسياسات جو بايدن الحالية في منطقة الشرق الاوسط ودعمها لاسرائيل في حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني وتقديم السلاح والمال وفتح أبواب الهجرة أمام الشعب الفلسطيني الآن هي اثبات على أن جو بايدن يمارس سوية مع حكام اسرائيل الحاليين ما دعا اليه الصحفي الاستراتيجي "عوديد يانون" والذي وضع وثيقة نشرها مركز دراسات العولمة الامريكي (علوبال ريسيرش) والتي تركز على اضعاف الدول العربية وتقسيمها لاحقا كجزء من المشروع الصهيوني العالمي، والذي ايضا يدعو الى توسيع الاستيطان بالضفة الغربية، وهذا ما يجري الآن بصورة ارهابية بربرية في فترة حكومة سموتريش وبن غفير وطرد الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة وضم الضفة وقطاع غزة الى اسرائيل.
وبموجب هذه المؤامرة الصهيونية التي تسعى الى تحقيق الخرافة الارهابية والتي يسميها الصهاينة "اسرائيل الكبرى" ستضم أجزاء من لبنان ( حتى نهر الليطاني واجزاء من الاراضي السورية) ( ومؤامرة تقسيم سوريا كان هدفها تقسيم سوريا الى دويلات كردية في الشمال، علوية على الشاطئ السوري سنية وسط سوريا ودويلة درزية على الحدود الاسرائيلية خدمة لمصالح اسرائيل الاستراتيجية وخدمة لمصالح الامبريالية العالمية وخاصة الولايات المتحدة وخدمة لمصالح أنظمة الاستبداد العربي الرجعي التي كانت شريكة وما زالت في هذه المؤامرة والتي بفضل التدخل الروسي الايراني فشلت والقيت في مزبلة التاريخ وسوريا سوف تسترجع دورها الايجابي العلماني التقدمي في المنطقة رغبت في ذلك امريكا ام لا ). والاردن والعراق ومصر وحت السعودية وستعمل الولايات المتحدة واسرائيل بموجب هذه الرؤيا " لعوديد يانون" وجو بايدن وحكام اسرائيل. وهذه المفاهيم والطروحات الاستراتيجية الصهيونية اليمينية تُطرح بكل وقاحة الآن من خلال حرب ابادة الشعب الفلسطيني في غزة، وتوسيع الاستيطان الكولونيالي الاستعماري في الضفة، وطرح عملية تهجير الشعب الفلسطيني من غزة، بسبب عجز الدول العربية لا بل تحالف بعض الدول العربية مع الولايات المتحدة ، والتحالف السعودي الامريكي الذي سيوقع كما نشر بعد فترة وجيزة اكبر مثل على ذلك، وكذلك عجز الدول العربية يتمثل ايضا ببقاء القواعد العسكرية الامريكية في العديد من الدول العربية من قطر، فالامارات فالبحرين فالسعودية فالاردن وسوريا والعراق.
وهذا العجز العربي دفع ريتشارد بيرل مستشار الرئيس جورج دبيليو بوش، والمنظر الأساسي عند المحافظين الجدد ورفاقه الى وضع ما يسمى " الاستراتيجية الاسرائيلية الجديدة نحو عام 2000" والتي أعدت خصيصا لرئيس وزراء اسرائيل في ذلك الوقت والذي لا يستحق أن أكتب اسمه بحبر قلمي، والذي تفاخر في احدى اللقاءات معه، بان وصوله لرئاسة حكومة اسرائيل تهدف الى القضاء على "اتفاقية اوسلو" (وبرأي كاتب هذه السطور قتل رابين وراءه خطة ومؤامرة عالمية)، وهذه الاستراتيجية الجديدة التي وضعها ريتشارد بيرد تهدف الى تأمين ما أطلق عليه الملكوت" مملكة اسرائيل". واستمرار حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة هي الخطوة الاولى في هذا الاتجاه الذي سيفشل، ومكانه مزبلة التاريخ. وايضا من يتبنى هذه السياسات العدوانية الارهابية ضد الابرياء ويمارس أبشع صور الابادة ضد شعبنا مصيره مزبلة التاريخ، مهما تفاخر الآن.
إضافة تعقيب