news-details

"بيكي بلنديرز" وأبعاد سياسية واجتماعية | رياض خطيب

دراما بريطانية تجري احداثها على طول وعرض الجزر البريطانية وبعض المدن الامريكية والاوروبية!

الزمان هو انتهاء الحرب العالمية الاولى وصعود النازية بألمانيا وبداية الحرب العالمية الثانية.

في ظل ازمة اقتصادية خانقة وحالة من الفقر المدقع لدى الغالبية العظمى من الناس المهمشين.

هذه الاجواء تربة خصبة لظهور عصابات وعائلات الاجرام وتجار السوق السوداء.

تجارة بكل شيء سباق الخيل وصناعة الويسكي وتجارة الافيون عن طريق بعض من هاجروا من بلدهم الصين من اجل تحقيق الربح السريع باي ثمن وعلى حساب الحد الادنى من انسانية الانسان..

عائلة بليندر تدخل الى هذا العالم المتوحش من اوسع البوابة ومن اجل فرض السيطرة الاقتصادية والهيمنة على عالم السوق السوداء بأبشع الطرق واساليب العنف بحرب لا هوادة فيها مع عصابات الاجرام الاخرى وهو نوع من حرب صراع البقاء كما هو حال الحيوانات بالغابة البقاء للأقوى..

ومن اجل تحقيق الهدف كان لا بد من دخول عالم السياسة وموقع اتخاذ القرار من اجل تحقيق اجندتها واهدافها باحتكار عالم تجارة السوق السوداء..

في صراعها بالطريق نحو تحقيق هذا الهدف ترتكب أبشع انواع الجرائم وعمليات التصفية الجسدية التي لا رادع ولا قيم ولا حواجز تقف بطريقها لان الهدف هو تحقيق الهيمنة والسيطرة وباي وسيلة كانت..

في هذا الطريق الدموي نحو تحقيق هدف السيطرة وفرض هيمنة مطلقة تداس ابسط قواعد واصول انسانية للإنسان وبطبيعة الحال لا بد ان تصل الامور الى الى امكانية تعرض افراد العائلة أنفسهم الى اخطار التصفية من العائلات المنافسة على احتكار وسيطرة هذه السوق يتم تصفية اختهم الوحيدة وابن الاخت فيما بعد على يد الخال تومي الذي يشعر بانه اصبح يهدد مصلحة العائلة ويقف عائقا امام زحفها نحو القمة!!

والاكثر من ذلك تعرض ابنة تومي نفسه الى فعل سحر يؤدي بها بنهاية الامر الى الهلاك..

وهنا يبدأ عهد من الصراع بين دوافع ورغبة الانتقام ممن ان يكون له ضلع بهذه المؤمرة والدخول مجددا بدائرة العنف من ابوابه الواسعة...ولكن تومي يقرر بان يكون مهر دمع طفلته الوحيدة التوجه الى تخليد روحها عن طريق دعم المؤسسات الخيرية التي تعني بشؤن الغلابى والمستضعفين .... حلم ورغبة لم ولن تتحقق تسحقها تسونامي العنف والجريمة التي اصبحت هي عنوان للمرحلة وبحاجة الى ثورة حقيقية وبناء عالم جديد على أنقاض هذا العالم وفق اسس وافاق تربوية جديدة تحمل قيم احترام الحد الادنى لإنسانية الانسان...

في ظل هذا الاجواء التي تشكل تربة خصبة لظهور الفكر النازي والفاشي والذي وخلال فترة بسيطة يصبح القطب المهيمن على الساحة الأوروبية والعالمية والذي يدفع البشرية نحو حرب عالمية جديدة تأكل الاخضر واليابس وتهدد الجنس البشري بكامله حيث تم استخدام السلاح النووي لأول مرة في قصف نغازاكي وهيروشيما ولولا إيقاف الزحف النازي على مشارف ستالنغراد والهجوم المضاد للجيش الاحمر وطرد الغازي النازي من الارض الروسية حتى عقر داره برلين..

دراما بكل تحتويه من ابعاد سياسية واجتماعية لا شك انها توصل ما تريد ان تقوله بصدق وبمهنية عالية واسلوب اداء تمثيلي راقي مع نخبة من أفضل نجوم الدراما البريطانية والعالمية ومن وراء كل ذلك تقف عبقرية المخرج واسلوب الاخراج المميز بخلق وحدة حال وهدف واحد لإيصال الرسالة الى جمهور المشاهدين وهي وبشكل ضمني تحمل رسالة اجتماعية سياسية بالدعوة الى خلق اجواء من المحبة تنمو وتترعرع من خلالها قيم ومبادئ انسانية الانسان...

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب