نركض ونركض بسرعة فوق جنونيه، ولا نعرف ما يخبئ لنا القدر القاتل ونؤمن بكل ثقة وايمان؛ انّ الزمن الغدّار لا يرحم، وانه القوّة الخارقة والصّامتة التي ننسى سيطرتها علينا، ونعتقد اننا نهمله بينما هو الذي يهملنا ويهلكنا.
عبر التاريخ، قدّر الانسان قيمة الوقت وأبعاده وقيّم عقاربها الرملية، المقيتة وحرص كثيرًا على عدم هدره، كونه قيّما وثمينًا ولا يمكن بأي حال اعادته عندما يمر اشبه بالسّيف، ان لم تقطعه قطّعك إربا إربا، ونحن بدورنا وبدون أي شعور لا نعد الدقائق والسّاعات الاّ بعد فوات الأوان. بعكس العظماء ورجال التاريخ والحضارات على مر العصور، عرفوا قيمة الزمن والوقت وثمّنوه عاليًا وغاليًا، بحيث أصبح لعبتهم التي أوصلتهم الى رفع شأنهم ليصبح الوقت هو الذخيرة والفرصة الذهبية لإنجاز المهام وتحقيق امنياتهم واهدافهم المنشودة في كل مرافق ومجالات الحياة.
لا شك ان هذا الوضع يدل على الوعي، وعليه فلا بد من تحديد جميع مهام يومنا ووضعها في جدول مع ضرورة تحديد الفترة الزمنية المطلوبة لكل مهمة، ومحاولة الالتزام قدر المستطاع بالوقت المُخصّص لها وفي نهاية المطاف هذا النهج والسلوك يصب في مصلحتك، ومن شأنه ان يخفف الضغط والتوتر ويوصلك الى بر الأمان بسلام.
نعم، قد يمر الوقت حسب الحالة النفسية والشعور، طبعًا هناك أسباب أخرى جمّة، أي نحن الذين علينا ان نتحكّم بالوقت وليس بالعكس، فالوقت يكون سريعًا عندما نخاف او امامنا مهمّة طويل عندما نحزن، بطيء عندما ننتظر ولا نهاية له عندما نتوجّع ونعاني، وقاتلا بلا رحمة عندما نكون في حالة فراغ مطلق، قصير عندما نكون في قمّة السعادة ويتوقف عندما نحب بشغف.
بناء على ما تقدم أقول، كما لكل شيء في الحياة لصوصه، باعتقادي فان للوقت لصه الشرير المخادع الذي يسرقه دون إمكانية استعادته.
وعلينا بناء خطّة استراتيجية مدروسة لمنع لصوص الوقت من سرقة اوقاتنا والا سنقع في مستنقع من الوحل لا مخرج منه.
وكما قال الفنان القدير عادل امام:
"كل واحد يخلي بالو من لغليغو... "
إضافة تعقيب