أحفرُ في العتمةِ لا أبحثُ عن نفطٍ
عن ذَهَبٍ عن ماسِ
**
نَفَقًا أحفرُ يوصلُني لفضاءِ اللهِ
أُناغي وأُناجي
أدعو بصلاةِ استسقاءٍ أدعو ب"صلاةِ استشماس"ِ
**
نفقًا أحفرُ أستوحي
عَرَقًا أتَصبَّبُ والنَّفْسَ أُزكّي
أَتَطهَّرُ أعبرُ تحريرًا وأجوبُ السَّهلَ كما الوادي
وأجدِّدُ عشقًا للزَّيتونِ وللَّيمونِ
بمرجِ العامرِ مزهوِّ الأغراسِ
**
أُصغي للصَّوتِ العذْبِ
أذانِ المسجدِ تَهْليلِ الفجرِ الحالمِ
باسترخاءٍ واستنهاضٍ
أستبشرُ بالنَّغماتِ بقرعِ الأجراسِ
**
أُمّي وَلَدتني حُرًّا وكريمًا
طيْرًا يتنقَّلُ يبني أعشاشًا
ويُزقزقُ يشدو ألحانًا
يتجسَّدُ موّالًا وعتابا
يرفضُ أن يحيا في قفصٍ
يجتازُ المتراسَ وراءَ المتراسِ
**
من ذا يملكُ أنْ يسلبني حرِّيّاتي
أرفضُ زنزانةَ قهرٍ
لقمةَ ذلٍّ شُربةَ غِلٍّ
مشوارًا مشفوعًا بالتَّقنيّاتِ وبالحرّاسِ
**
نفقًا أحفرُ لا أبحثُ عن قتلٍ
عن سفكِ دماءٍ
أبحثُ عن فرصةِ عيشٍ تمنحني ضوءًا
أتنفَّسُ مرتاحًا أستلقي بأمانٍ
أحضنُ أمّيْ وأبي
ليلايَ أُبادلُ حُبًّا
أستشعرُ دفئًا وتواترَ أنفاسِ
**
أحيا جسدًا أحيا روحًا
قِيَمًا أخلاقًا أحلامًا
نفقًا أحفرُ في ذهنِ ظلاميٍّ
صادرَ أرضًا هدَّمَ بيتًا
حرَّقَ أشجارًا فرَّقَ جمْعًا
أجلى العدلَ مِنَ القِبْلةِ من قدسِ الأقداسِ
**
لا أطلبُ أكثرَ منْ مَصطبةٍ
تكفيني قرفصةً أرتشفُ الشّايَ وأولادي
أطلبُ حقلًا أحرثُ أزرعُ
أغنمُ سِلْمًا لا استسلامًا
أنبذُ مكرَ الخنّاسِ الوسواسِ
**
نفَقًا أحفرُ أجلو أُفُقًا
نهرُ الحرِّيَّةِ أمواجٌ تتدافعُ في صدري
دَفَقًا تجري
تتراكمُ في الوعيِ وفي الإحساسِ
**
حطَّمتُ القُفْلَ بكفِّي وهزمتُ الخوفَ بكهفي
شرقًا صُلتُ وغربًا، ليلًا ونهارًا
ذقتُ سمعتُ، رأيتُ شممتُ
لمستُ الحريّاتِ بلهفي
خزَّنتُ النّورَ بأثوابي
توَّجتُ القسّامَ بأقواسِ.
الطيبة
أيلول 2021
إضافة تعقيب