قالَ الصّغيرُ مُخاطبًا:
هَيّا أجِبني يا أبي!
أغدًا يَكونُ العيدُ أم بَعدَ الغَدِ؟
رَدَّ الأبُ:
هذا السُّؤالُ مُـحَـرَّمٌ
فَالأمرُ أمرُ السَّيِّدِ
مَلِكِ البِلادِ الأوحَدِ
اَلـمـُطْلَقِ... الـمُتَحَكِّمِ..
اَلنّافذِ... الـمُتَبَصِّرِ..
اَلآمرِ... الـمُتَفَرِّدِ....
اَلأمرُ أمرُ السَّيِّدِ
هو عالِـمٌ بالـمَوعِدِ
وَسَيخبِرونَكَ بِالزّمانِ فَدونَهمْ..
لَن تَهتَدي
عَجَبًا أبي،
إنّي نَظرْتُ إلى السَّماءِ فَلَم أجِدْ إلّا قَمَرْ
قَمَرٌ وَحيدٌ أوحَدُ
لا نُسخَةٌ لَهُ أو صُوَرْ
وَنَظرْتُ لِلأُمَمِ الّتي مِن حَولِنا
هُم مِثلُنا!
كانَ الرّسولُ هَداهُمُ
لِطَريقِهِ
خَيرُ البَشرْ!
لكِنَّنا...
لَكِنَّهُمْ...
قد ضاعَ في عُمقِ الجَهالَةْ
وَالتَّعصُّبِ.. وَالتّأرْنُبِ.. وَالنّذالَةْ
ضاعَ في عُمقِ اللّيالي
ضاعَ في حُمقِ العُيونْ
يا والدي..
ضاعَ القَمرْ
فَالصَّومُ نَبدَأُهُ هُنا
وَالغَيرُ مِنّا يَنتَظِرْ
وَالعيدُ يأتي أرضَنا
وَهُناكَ عِندَ حُدودِهِمْ
أخفَوْهُ ما لَهُ مِن أثَرْ
أبقَوْهُ في سِجنِ التَّشَرذُمِ
يَومَ عِيدِهِ يَصطَبِرْ.
...........
اُنظُرْ أبي غَيرَ العَرَبْ
في عيدِهِمْ
في كُلِّ عامْ
تَرنو السَّماءُ إليهمُ
تَبكي السَّماءُ عَليهمُ
في كُلِّ عامْ
عَصَروا السَّماءَ كما أرادوا
أجهَضوا مِنها المطَرْ
وَالعُربُ تَسْجِنُهُ القَمرْ
أتراهُمُ صَنَعوا القَدَرْ؟
أم نَحنُ ضَيَّعنا
الطَّريقَ فَضاعَ مِن أجسادِنا
طَبعُ البَشَر؟!
إضافة تعقيب