news-details

أكلمتكِ الأخيرة لا؟ | مارون سامي عزّام

 

أتذكُرين ماذا طلبتُ منك قبل أن يبدأ عدّك التنازليّ نحو قول كلمتك الأخيرة؟ أم أنّكِ لا ترغبين سماعي منذ هذه اللحظة وصاعدًا؟ ولكنّك للأسف بقيتِ متعنّتة!! كأنّ الحب الذي كان بيننا مجرّد أحجية طرحها عليكِ طفلٍ، فاستعصى عليكِ حلُّها، وتخلّيتِ عنها دون أن تفكّري أبدًا بطريقة حل ذكيَّة. أتعلمين أنّه ليس من السّهل أن تقولي لي أنا بالذّات كلمة "لا"، ستعرفين ذلك لاحقًا... 

لقد قلتِها انتقامًا "لكرامتك المهدورة" يا للهول!! لكنَّك من جهة أخرى أنتِ فعليًّا فجّرتِ سدَّ احتمالي لصنيعك هذا، وكاد زلزال غيظي أن يُمزِّق ستار تعارفنا، بسبب تعويذةٍ سحَرَتكِ بها إحدى صديقاتكِ التي وجدتني أتكلّم مع ذات الفتاة يا لهذه الصدفة المقيتة عليّ، لذلك اعتقدتْ صديقتكِ الحاسدة أنّي أخدعكِ! فالتي كنتُ أكلّمها تكُون إحدى قريباتي، أمّا أنتِ "بكل سرور" أثرتِ بلبلةً كنتِ في غِنىً عنها، متجاهلةً كونكِ أنثى تَعرف كيف تكظم غضبها بعنفوان كبريائها، هذه الصّفة تُعتَبَر سلاحها الخفيّ لتحفاظ على حبيبها، تستخدمه فقط في حال تفاقم حُمّى غيرتها عليه!! 

قسوتكِ عليّ ليست قوّة إنَّما ضعف منكِ، لم أعْلَم أنها ستسيطر عليك بهذا الشّكل لتتسلّق صفاء ذهنكِ بسرعة! افرضي ذلك صحيحًا، أغبيٌّ أنا لهذه الدّرجة لأُقابلها علنًا؟ فكّري بمنطق قليلًا، حسبتكِ أكثر عقلانيّةً ووعيًا من الأخريات، تُقدّرين طبيعة كوني محاطًا أحيانًا بهالةٍ من المعجبات. أنتِ أخطأتِ التقدير عندما ضربتِ عصَب لهفتنا بمطرقة "لا"! دون رأفة منكِ، فتشنَّجَت حبال ذِّكرياتنا... بعد أن كنتُ واقفًا باعتزاز على قمّة درجات إعجابي بآرائكِ المنفتحة، وجدتكِ الآن تُحطّمين درجاتي وتوقعيني أرضًا وكَسَرتِ قالب معرفتي المُسبقة عنكِ؟! 

ارتحتِ منّي أخيرًا ونطقتِ كلمتك الأخيرة... ما أغبى تصرفكِ وما أسخف كبريائكِ مع أنّي اعتقدتُ أنّكِ تمازحيني، لتمتحِني إخلاصي لكِ!!، اعتقدتُ أنّكِ كذَّبتِ ما قالته لك صديقتكِ عنّي، كفاكِ تعنّتًا وسدّي ثقوب الشّك الموجودة في عقلكِ!! لن تعرفي قيمتي إلّا بعد تتذوقي علقم بعادي... لو قابلتِ غَيري من المعجبين وقرّرت خوض تجربة جديدة مع أحدهم، فلا بدَّ أن تفشل أيضًا، لأنها مبنية على أنقاض علاقتنا التي لم تنسِها بعد، ولن يزول تأثيرها عليكِ إلّا بعد أن تُنظِّفي ذاكرتك نهائيًّا من سِحْر وجودي. 

أفهمتِ ما قصدته عندما قلتُ لك: "ليس من السّهل أن تقولي لي لا". أتظنّين أنّك نسيتِ حبّي؟! لا أنتِ مُخطئة، فما زلت هائمةً بي، لكنّك تُكابرين. واعلمي أن نجاح أي علاقة مستقبليَّة مع غيري منوط بمدى تقَبُّلكِ لإطلالات ماضي ذلك الشّخص التي لن تستطيعي السَّيطرة عليها... أُنَبِّهَكِ لن يكون أمامكِ فرصة ثانية لتكفّري عن ذنبكِ، ثِقي أنّكِ ستخسرين إنسانًا وفيًّا في حبّه لكِ.

أما زال هناك أملًا بأن تتعقَّلي؟!... أم سلَّمتِ مُعدّات الماضي من مؤشّرات وهمسات ونظرات تبادلناها إلى أيدي الزمن الآثمة؟! أما بالنسبة لي فقد أوضحتُ لك موقفي، مستخدمًا كل وسائل التبرير المنطقي من أجل أن نعود إلى بعض... لكنّي أعترف بأنّ الشّرح قد أرهَقَني، استنفد قدرتي على إقناعكِ، فإذا كانت اسفنجة امتصاصك لسيلان مبرّراتي ضعيفة، فهذه مشكلتكِ، لا تَدَعيني أشعر أنها كانت عديمة الفائدة! 

يبدو لي أن جاذبيّة التفاهم على سطح قمرك انعَدَمَتْ كُلِّيًّا لافتقار أوكسجين تبادل الآراء، بمعنى أنه لم يعُد يصلُح لسكنى قلبين... لقد حلَلتِ رباط حبنا بمجرد أنّك قلتِ كلمة "لا" بمنتهى البساطة...!!

 

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب