news-details

أمسية وطنيّة سياسيّة وشعريّة إحياءً للذّكرى الـ 30 لرحيل القائد توفيق زيّاد

*تنظيم مؤسّسة محمود درويش والقطريّ للأدباء الفلسطينيّين تحت رعاية مجلس كفر ياسيف*عصام خوري: لم يتأخّر زيّاد ولو للحظة عن الدّفاع عن المظلومين في كلّ مكان*عصام  شحادة: إن أنسَ فلا أنسى يوم شفاعمرو حين قرّر الشّعب إضراب يوم الأرض 1976* محمد بركة: ثلاث محطّات لا تنسى من ذاكرتي: يوم انتصار جبهة النّاصرة، يوم الأرض، يوم قال زيّاد: "الشّعب قرّر الإضراب" ويوم رحيله بعد لقاء أبي عمّار في غزّة* جواد بولس: كنت أتحرّش استحضار الّذكرى كم نحن بحاجته لإعادة نسيج ما انفرط في وحدتنا الوطنيّة* نائلة زيّاد: هنالك حاجة لاستعادة تراثه كقائد مناضل ومثقّف وشاعر مقاوم* علي هيبي: يعيش معنا شعرًا وفكرًا وكفاحًا، يعيش معنا قصيدة وحكاية وتهليلة*    

تقرير إخباريّ: علي هيبي

غصّت قاعة المكتبة العامّة في كفر ياسيف مساء يوم الجمعة الفائت والموافق لِ 2/8/2024 بحضور غفير، نوعيّ ولافت من أهالي كفر ياسيف والقرى والمدن المجاورة في الجليل ووفد من المثلّث وآخر من قرى المرج، وكذلك حضر وفد من النّاصرة ممثّلًا لمؤسّسة "توفيق زيّاد للثّقافة والفنون"، حضروا جميعًا تلبية لدعوة مجلس كفر ياسيف المحلّيّ ومؤسّسة "محمود درويش للإبداع" و"الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين"، وذلك لأمسية وطنيّة، سياسيّة وثقافيّة، شعريّة إحياء للذّكرى الثّلاثين لوفاة القائد المناضل والشّاعر الفلسطينيّ المقاوم توفيق زيّاد، الّذي ما زال حضوره قائدًا وطنيًّا وأمميًّا وشاعرًا كبيرًا ماثلًا في ذاكرتنا وحياتنا، لا يغيب حضوره لإحساسنا الكبير بفقدانه، ورغبتنا باستحضار تراثه الفكريّ السّياسيّ والثّقافيّ الأدبيّ. ويشار إلى أنّ الأمسية تقسّمت على جلستين: جلسة الكلمات السّياسيّة والإنسانيّة وقد تولّى عرافتها الكاتب عصام خوري مدير مؤسّسة "محمود درويش للإبداع" وجلسة الشّعر وقد تولّى عرافتها الشّاعر علي هيبي النّاطق الرّسميّ "للاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين" ورئيس تحرير مجلّة "آفاق فلسطينيّة".

وأمام هذا الجمع الغفير وقف خوري مرحّبًا بالضيوف المتكلّمين على المنصّة وبالجمهور عامّة، شاكرًا لمجلس كفر ياسيف المحلّيّ ورئيسه السّيّد عصام شحادة رعاية هذه الأمسية الثّقافيّة، والّتي تعد واحدة من الدّعم الكبير الّذي يقدّمه للنّشاطات والفعاليّات الثّقافيّة، وكذلك شكر الشّعراء الّذين سيلقون من أشعار زيّاد ومن أشعارهم أيضًا، وقد أثنى خوري على التّعاون الثقافيّ الدّائم مع الاتّحاد القطريّ، وقد تطرّق في كلمته الافتتاحيّة إلى مسيرة توفيق زيّاد الكفاحيّة من خلال الميادين الشّعبيّة كقائد جاء من صفوف الجماهير العريضة ومن خلال عضويّته في البرلمان ومن خلال رئاسته لبلديّة النّاصرة، وتحدّث عن صموده ونقائه الوطنيّ والأمميّ، وعن تراثه الثّقافيّ في مجال الشّعر والتّراث. 

وكانت الكلمة الثّانية لرئيس مجلس كفر ياسيف عصام شحادة، وفي كلمته رحّب بضيوف كفر ياسيف: المتكلّمين محمّد بركة رئيس لجنة المتابعة والمحامي الكاتب جواد بولس وبمؤسّسة محمود درويش، والاتّحاد القطريّ وبمؤسّسة توفيق زياد ممثّلة بنائلة زيّاد زوجة الرّاحل الكبير، وبالشّعراء المشاركين والجمهور العامّ، مثمّنًا دور المجلس وإدارته ومعربًا عن الاستعداد الدّائم لتقديم كلّ ما يطلب منه في مجال الفعاليّات الثّقافيّة مادّيًا ومعنويًّا، ومن ثمّ تطرّق إلى مسيرة زيّاد كقائد وطنيّ بارز مستحضرًا وهو صغير السّنّ تلك الوقفة البطوليّة حين تحدّى زيّاد السّلطة وعكاكيزها الّذين أرادوا إفشال القرار بإضراب يوم الأرض في عام 1976 وأطلق صرخته الّتي دوّت بين الجماهير: "الشّعب قرّر الإضراب".

وفي كلمته مزج محمّد بركة رئيس لجنة المتابعة العربيّة بين رحيق الأدب وروعة الفكر السّياسيّ، بين الحضور الشّعبيّ والعمل الرّسميّ، بين بساطة نهج الحياة وثقل مسؤوليّة القيادة، وكلّها اجتمعت في شخصيّة توفيق زيّاد، فارس يوم الأرض ورجل ميادين الكفاح الوطنيّ وشاعر المقاومة الّذي لم يساوم والأمميّ الحقيقيّ. وقد توقّف بركة عند ثلاث محطّات لا تستطيع الذّاكرة أن تنساها في حياته من خلال علاقته بالقائد الكبير، وهي يوم انتصار جبهة النّاصرة في عام 1975 وقد شكّل هذا الانتصار حدثّا مفصليًّا ليس فقط في حياة جماهيرنا العربيّة في الدّاخل بل في حياة الشّعب الفلسطينيّ، والمحطّة الثّانية كانت عشيّة يوم الأرض سنة 1976 في مقرّ بلديّة شفاعمرو، وفيها حاولت السّلطة وأعوانها الاعتداء عليه بعد إعلانه المدوّي "الشّعب قرّر الإضراب" وكان هو الشّاب بركة أوّل المدافعين عنه، أمّا المحطّة الثّالثة فكانت يوم 2/7/1994، قال بركة: كنّا في لقاء أبي عمّار في غزّة حين قال زيّاد لأبي عمّار: أريدك أن تدخل القدس ليس مصليًّا فقط، بل زعيمًا ورئيسًا للدّولة الفلسطينيّة المستقلّة". وفي طريقه من غزّة إلى الضّفّة لاقى حتفه إثر حادث سير كارثيّ في يوم 5/7/1994.

وكانت الكلمة التّالية للمحامي جواد بولس، وقد جعلها قراءة من مقالات كان قد كتبها عن زيّاد، وقراءة في بعض قصائده، وأشار بولس إلى حالة التّفسّخ الّتي يعاني منها مجتمعنا العربيّ وأحزابنا وحركاتنا السّياسيّة، ومنها انطلق ليعبّر عن عمق إحساسنا بالفقدان برحيله وكم نحتاج إلى حضوره كي يعيد ما انفرط من أمور وحدتنا ولحمتنا الوطنيّة، وقد تطرّق بولس إلى علاقات زيّاد المترامية مع الحركات والهيئات والأحزاب والأشخاص من شعراء وسياسيّين ورجال فكر، وخصّ بالذّكر علاقته بالشّاعر محمود درويش وبالسّياسيّ فيصل الحسينيّ رئيس "بيت الشّرق"، وقد عبّر بولس عن عدم قدرة وجدانه عن استحضار ذكرى زيّاد الّتي كان دائم التّحرّش في استحضارها.

وكانت آخر كلمات هذا القسم للسّيّدة نائلة زيّاد زوج الفقيد ورفيقة دربه في كافّة مجالات الحياة من البيت والأسرة حتّى ميادين الكفاح، وقد شكرت في كلمتها المؤسّسة والاتّحاد ومجلس كفر ياسيف على هذه اللّفتة الوطنيّة إحياء لذكرى قائد كبير وشاعر وطنيّ، ودعت الجهات الوطنيّة مثل الأحزاب والمجالس المحلّيّة والهيئات والمؤسّسات الثّقافيّة إلى جمع كلّ تراث زيّاد الثّقافي والسّياسي، كي يبقى نهجه نبراسًا ينير الدّرب أمام أجيالنا النّاشئة في هذه اللّيالي السّوداء الّتي يكتنفها الظّلام.

وفي القسم الثّاني من الأمسية كان الشّعر الوطنيّ والإنسانيّ حاضرًا، وقد اعتلى منصّة التّقديم  الشاعر علي هيبي وافتتح بكلمة قصيرة استهلّها بشكر الجميع على الحضور والمشاركة والإسهام في إنجاح هذه الأمسية الرّاقية، وقد تطرّق باقتضاب عن زيّاد قائلًا: "بعد ثلاثين عامًا يحضر زيّاد، فتحضر معه غزّة ودمها ومقاومتها، وتحضر موسكو وعمّالها، وسرحان وماسورته وعرب الصّقر، تحضر الحكايا وسمر السّجون، لقد مات زيّاد! ولكنّه ما زال يعيش معنا، فكرًا وشعرًا وكفاحًا، يعيش معنا قصيدة وحكاية وتهليلة". ومن جرت دعوة الشّعراء إلى المنصّة، وكان من المتّفق عليه أن يقرأ كلّ شاعر قصيدة لزيّاد احترامًا لذكراه كشاعر كبير وقصيدة من شعر الشّاعر الملقي احترامًا لمشاركته. وقد توالى الشّعراء على منصّة الإلقاء: يحيى عطالله من يركا، محمّد أبو صالح من سخنين، عايدة مغربي من عكّا، حاتم جوعيه من المغار، فردوس مصالحة من دبّورية، أسامة مصاروة من الطّيّبة، رائدة غزّاوي من عرّابة البطّوف، علي هيبي من كابول، وكان الفتاة الواعدة فاطمة مصالحة بإلقائها الجميل مسك ختام الأمسية.                                          

       


 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب