تحتل المشاعر في حياتنا دورًا بارزًا وكبيرًا. والمشاعر تكون في الغالب مليئة بالعواطف وتصدر عن إحساس الإنسان بشيء معيّن نتيجةً لما يصادفه أو يحيط به من أحداث سارة أو أحداث، حزينة تجعله يتفاعل معها ويصدر ردود فعل تتراوح بين ردود قوية أو ردود ضعيفة أو اللّامبالاة بما يرى أو يسمع .وللحواس الخمس دورٌ كبير في استصدار الأحاسيس والمشاعر، فحاسّة الذوق تلعب دورًا في نوع رد الفعل عند صاحبها، وحاسة الشمّ تجعله يُحبّ أشياء أو يشمئز منها، أما حاسة السمع فقد تؤدي إلى ردود فعل جسمية مركبة أو عقلية انفعالية وقد قيل على لسان العرب: "ان بيتًا من الشعر يقيمنا وبيتًا آخر يقعدنا".
وقد حدت المشاعر بالشاعر عمرو بن كلثوم صاحب المعلقة المشهورة عندما سمع أُمه تصيح: واذلّاه يا لتغلب! أن يتناول السيف ويقطع به رأس عمرو بن هند. وتقول القصة ان عمرًا بن هند قال يومًا أمام الناس: من منكم تأبى أمه خدمة أمي؟ فقالوا له "ليلى أم عمرو بن كلثوم... فما كان منه إلا أن استدعى عمرًا بن كلثوم ضيفًا عنده وطلب منه أن يحضر أمّه معه... وعندما طلبت هند ام عمرو ابن هند من ليلى أن تناولها الطبق بقولها: "يا ليلى ناوليني الطبق!" أجابتها ليلى: "لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها!" ولما أعادت هند الطلب عليها مرّتين أو ثلاثا صاحت ليلى وقالت "وأذلّاه يا لتغلب!" وعندها شعر عمرو بن كلثوم ان أمّه في ضائقة فهاجت مشاعره وتناول السيف وقطع به رأس عمرو بن هند... وقال بعدها معلقته المشهورة. التي مطلعها:
"أَلا هُبّي بصحنك فاصبحينا ولا تبقي خمور الأندرينا".
وهنالك قصص وحكايات كثيرة تتعلق بالتهاب المشاعر عند السمع أو البصر أو الحس واللمس أو الشم والتذوّق.. نقول عند سماع كلام معين من أحد: فاضت مشاعره... وردود الفعل مختلفة تبعًا لطباع المرسل أو المستقبل وتبعًا لفحوى الرسالة الصادرة عن الواحد تجاه الآخر، هنالك مشاعر حزينة ومشاعر مفرحة ومشاعر تثير العواطف ومشاعر تلهبُ الإنسان وتجعله يقوم بردّ فعل شديد... هنالك أناس يضبطون مشاعرهم وأناس لا يسيطرون عليها. والتربية في أحد تعريفاتها تقول: "التربية عمل يهدف إلى تغيير في المجال العاطفي الإنفعالي (بالإضافة إلى المجال العقلي والمجال الحس النفسحركي). ووظيفتها تربية المتعلم على ضبط مشاعره وعواطفه وانفعالاته، لأن عدم ضبطها قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة للسلب وللإيجاب.
ومن أجمل ما قرأت حول هذا الموضوع تحت عنوان "إذا شعرت يومًا" كلامًا فيه حكمة وعبرةٌ وفيه فكاهة ووصف لردود فعل مختلفة حسب نوع المشاعر الصادرة عن الواحد. يقول صاحب الكلام الذي سأورده أدناه تحت هذا العنوان:
إذا شعرتَ يومًا بانك تريد البكاء
نادني...
أنا لا أَعِدُ
اني سأجعلك تضحك
لكنّي أستطيع أن أبكي معك
***
إذا شعرتَ يومًا بأنك تريد الهرب بعيدًا
لا تخف ان تناديني...
أنا لا أعِدُ
ان أطلب منك أن تَقِف
لكنّي أستطيع الجَرْيَ معك
***
إذا شعرتَ يومًا أنك لا تريد الإصغاءْ
إلى أحد
نادني
أنا أَعِدُ أن أكون هناك من أجلكَ
وأنا أعِدُ أن أكون هادِئًا
***
لكن إذا ناديتني يومًا
ولم يكن هنالك جواب
تعال سريعًا لتراني
ربّما احتاجك....
إضافة تعقيب