البحر الحنون
أنا بحرٌ من التِحْنَانِ والأَنفَة
هُمومُ الناس أعيتني
تجشَّمتُ مآسيها
وأُثقلتُ بما قاسوا من الأحزان
في بِشرٍ بلا رأفة
ولولا عطف أبنائي
لكنت نطفةٌ غصَّت بها الجُحْفَة
تُغَذّيني من الأَنهارِ أَربَعَةٌ لتُحييني
وساقيةٌ تُوَاسيني وترويني بماءٍ طاهر عذبٍ
كَأُمٍّ تَحْيَا باللَهفه
وتأتيني بوجهٍ بلَّهُ الريحُ شميم الورد
يَنسابُ مع النسمات بالخفَّة
هيَ الريحٌ تُمسِّدُني بكفِّ الموجِ
كي أَسْلُو
ولا تحتدّ إن نالتها
نوباتٍ من الرجفة
وتأوى حِضني أَنهاري
أُدثِّرُها بتحناني
فتُثْريني بقلبٍ وافر العفّة
أُداريها وأُفضيها , أُنَقِّيها
لِتَسْتَلقي على صدري
وضوءُ الشمس يُغنيها
يُزَيِّيها بسروالٍ بهيٍّ أزرقٍ تُحفَة
أهيجُ كلّما اشَتَطَّتْ على وجهي
رزايا الخلق
أَغتاظُ لمغصٍ ثار أحشائي
وأَغشاني بألوان من الكُلْفة
وانهاري تُجيدُ بِشرَ لُقياها
كأنَّ البِشرَ بالحِرفة
تمهّل نهريَ الجاري إذا تجري
وتحفرُ صخرَ مجراك ولا تعجلْ
سنين العمر تُهديكَ
من الآمال بالرشّفة.
إضافة تعقيب