news-details

الحجاج والحلاج في حياتنا | سهيل عطاالله

الحجاج والحلاج إسمان لرمزين بل حالتين لهما حضورهما القاتم والمشع منذ أخرجت أمتنا للناس لتستوطن هذا الشرق المسكون بالمتناقضات.

الحجاج رمزٌ للسطو والتسلط!! إسم ينتهك وداعة وزهد الحلاج ومناصريه أفرادا وجماعات!!

يبدو أنه كي تصبح حاكما في بلادنا ما عليك إلا أن تستوطن في عباءة حجاج.. هذه العباءة صورة مصغرة لعباءة فضفاضة تلف جسد وقلب عاتٍ كبير يمسك برقاب عتاة صغار يتوزعون بمرسوم منه ليجلسوا على كراسي الحكم في الوطن العربي!!

في دولنا المتجبرة يتحول الحاكم الى حجاج يقطف رؤوس الناس منتهكا حريات الآخرين.. زاعما انه وحده القادر على نشر العدالة وترسيخ الحريات.

ما أكثر الحكام الذين يلبسون جلباب الحجاج في وطننا العربي!!

أرى في كل طاغية حجاجا يمارس القمع نهج حياة!! وأرى في المقموع حلاجا يلتهم زهده وسكينته عسف المستبدين!! الحجاج ذئب بشري يطبق فكيه على كل من يرفض مراسيمه ويستهتر بخطابه وآرائه!!

كم يكيد الطغاة- أبناء الحجاج وحفدته- ويتآمرون على استقامة وكرامة وحقوق الآخرين؟!

في أكثر من بلد عربي يقصف الطغاة الأعمار ويقطفون رؤوس الأبرياء لأن صدورهم لا تتسع لرأي مغاير فتراهم يستعذبون تركيع واذلال البشر!! هكذا فعل جلاد تونس على امتداد العقود فاتقدت في الشعب إرادة الحياة وانتفض الحلاجون المقموعون ليفجروا بدمائهم ثورة الحلاجين الجدد ضد عهد وفساد المستبدين الفاسدين المفسدين!!

مع فتى تونس.. مع شاعرنا العظيم (أبو القاسم) الشابي ستزهو إرادة الحياة.. إرادة شعوبنا الباسلة وهي تدك حصون السيافين!!

بإرادة أهل الكرامة والمروءات يتعرى المستبدون اشباه ابن يوسف الثقفي الذي قال عنه الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز:

"لو جاءت كل أمة بخطاياها يوم القيامة، وجئنا نحن بالحجاج وحده لرجحناها جميعا".

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب