الكلمة التي تحرّضُ دون توقّف على الكتابة والإبداع، في عالم يتهاوى نحو اللا معنى، تستحقّ، في المجاز والحقيقة أن نتعامل معها بأصدق الوفاء، ونمنحها راضين نور العيون ومُهَج الأفئدة وضوء القلوب، لتظلَّ في واجهة انشغالاتنا واشتغلاتنا وفي أولويات حركة وحراك الحاضر والمستقبل، وهذا ما يُلْزمنا أن نواصل الحفر عميقا في اركيولوجيا تربتها لكتابة قصيدة أو قصّة أو رواية أو مسرحيّة أو خاطرة أو لوجه لم تُكتب ولم تُرسم من قبل...
وقد ذهب العديد من المفكّرين الى اعتبار الكلمة كمُكوّن للأدب، نعم! اعتبارها أُمّ الفلسفة تُفسِّر الواقع وتستنهض المُخيِّلة، التي تجمع بالنتيجة كُلَّ المُكوِّنات المعرفيّة من شعر ورواية وبحث و.و.و. للوصول الى إجابة لسؤال المعنى، ولو أنّهُ لا يعرف حدودا.
وهنا، أنا أسارع وأضيف أنّنا بهذه الآلية المعْرفيّة لا نترك عمليّة تفسير الواقع رهينة الأُطروحات التّقليديّة والشَّعْوذة السّياسيّة والإبداعيّة والإعلاميّة وبذلك نُبْقي الكلمة الرّائية والسّاعية الى إحداث نهضة توعويّة، المُصَحَّح “حاملة للقلم الأحْمر”!
وبهذا تَبْقى الكلمة، نصوصا، تعكس كمرآة واقع الحياة، وتحول دون انزياح مسار المجتمع عن طريقهِ الصَّحيح، من جهة، وتتيح للمُتلقّي أن يقرأ بوضوح تفاصيلَ الحياة من جهة أخرى...
الشَّيء الذي يُمَكِّنُ هذا المُتلقّي من استخراج مفاهيم التَّفسير الضَّروريّة وجَعْلها مساحاتٍ تأويليّة لتوليد المعاني وفْق ثقافته، ومن ثمَّ اكتساب القُدْرَة لخلق الأسئلة المُهِمَّة مثل: ماذا؟ متى؟ أين؟ لماذا؟ وغيرها. كمفاتيح توصله فتح المغاليق والوصول الى “الكشف” المُبين...
نعم!!! كشْف النِّقاب عن قضاياه الحياتيّة المُتنوِّعة ليتمتّعَ كإنسان بعنصر المصالحة مع الزّمن.
تحيّة لحامل القلم، بلونهِ الأُرجوانيّ الكنعانيّ الذي يجعل فَيْضَهُ بُؤْرَة دلاليّة تتشظّى الى مجرّة دلالات، بعثا، تجدّدا كما دورة الطّبيعة، تضْمَنُ استمراريّة الخصب لاستمراريّة الحياة...
إضافة تعقيب