news-details

تـائهة في متاهـة الـوعـد | مارون سامي عزّام

 

ما زلتِ تكنسين وعدكِ تحت بساط مماطلتكِ، رغم أنك لن تفهمي ماذا يعني أن تعديني بِرَدٍّ قريبٍ، فتركتِني بين فكّي الانتظار الذي مضغ الوقت، واختلط مع الأيّام!! هل تبغين تصريف وعدك في مجرى سذاجتي، تَدَعينه يمر في أرض طيبتي؟! لا... لا، لن أدعه هذه المرّة يفلت منّ قَصَاص نفيي له إلى خارج حدود المعقول، سأعتبر وعدك هذا فنتازيا واقعية، لأنّك لم تتعرَّفي على مرآة الذّوق، التي تعكس عليكِ أصول التَّصرُّف!!

اطمئني سيدتي فمن جهتي أنا لن أمثِّل أمامك هزلية وعدك السنوية، تطلقين من بندقيّة مكركِ رصاص اغراءاتكِ العابرة، أثبتِّ لي أنك حقًّا انتهزت مشاعري، وأنا الذي كنتُ أحمِلُ كل مرَّة أرطال وعودك، أسير بها ببطء على جسر الأمل، آملًا أنّك هذه المرَّة بالفعل عازمة على التَّمسُّك برُوح وعد واحد من أرطال وعودكِ المكدَّسة على الجسر حتى كاد يتحطم من ثقلها. فجأة عاقبتِ عمرك، جلدتِه بسياط امتعاضكِ من نظرات الآخرين الذين تنمَّروا على شكلك الخارجي... استقويتِ على أنوثتكِ، وسجنتِها خلف قضبان الحرمان، لأنها حطَّمت واجهة صرامة شخصيَّتكِ أمام النّاظرين...

...أهذا كل ما يشغل بالكِ، شكلكِ المستفِز أمام العامّة؟!، ألَا تعرفين أنَّك عبَرت نفق الالتزام؟! أي أنه لا يوجد في فكركِ سوى استدراجي العبثي نحو ملهى جمالكِ!! كم وكم رمحتِني بنظراتكِ الجارحة. أنتِ نسيتِ أنّكِ مرَّرتِ عصا وعودٍ كثيرة بين عدة أشخاص سعُوا وراءكِ، فوجدوها عيدان استخفاف لا أكثر يصعب تجميعها، لذا افترَسَت أُسُود شهامتهم ملامحكِ ومزَّقوا وعودك لهم، إلى أن غدت فتات تجارب!!

تجيدين حياكة خطة الإنكار، وأنكرتِ أنّك وضعتِ بصمة ردَّكِ على محضَر وعدكِ الأخير الذي سَحَبْتِهِ بسرعة من أمامي لخوفكِ من تسليط أضوائه الاجتماعيّة عليكِ... حاولتُ في البداية تطبيع علاقتنا، لنتحرَّك مبدئيًّا حسب بوصلة توجيهيّة تُوجِّه هذا الوعد بالاتجاه الصّحيح، ولكنكِ كنتِ مستعدة أن تتنازلي عن حقوق وعدك، مقابل أن أتخلّى عن أسطورة إعجابك بي التي "ابتدعتها أنا!"... لم تجرُئي أن تقوليها، حرصًا منكِ على خداجة أحاسيسي التي لم تتبلور بَعْد، يا لشدَّة حساسيَّتكِ غير المفهومة! عندها اكتشفتُ أنكِ فقَّستِ في عُشّي فراخ أوهامك.

منذ أن قطعتِ وعدكِ لي، شعرتُ أنه بالفعل كان في معزل عن رؤية أفق تَحقُّقه، تعيشين حالة ضياع فكري، تفكّرين بطريقة ذكيَّة "مبتَكَرَة" تحلَّكِ من وعدكِ بالرد على رسالتي، معتقدةً أنّي كنتُ فقط أمتحن جرأتي بالإقدام على مثل هذه الخطوة الجريئة!... انتظرتُ ظهور رؤيا ثبوت وعدك لتفي به، كبادرة حُسن نية منكِ، ولكن على ما يبدو أخلَّيت به، ولم يبقَ منه إلّا بقايا إعجاب متناثرة على أرضيّة أكاذيبكِ!!

امتطي حالًا خيول غيظك، اجلديها بسياط كبريائك، ستصرخ قائلة إنك عابثة وقحة!! اركبي أول قطار يقف في محطّة الخبث، ليوصلك بأسرع وقتٍ ممكن إلى منطقة افتخاركِ بأعمالكِ الحرَّة، لتعيشي متحرِّرة من قيود المنطق السّليم. ستحوِّل ذاكرتكِ كومة وعودك إلى نفايات، لتُلقي بها في مكَب الماضي كي تختنقي من رائحتها النَّتِنَة... لعلَّ متاهة هذا الوعد يلقِّنَكِ درسًا قاسيًا في احترام الإيفاء به...!!

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب