news-details

حبيبي تحت مجهر كرامَتي | مارون سامي عزّام

أنا بالنسبة لكَ مجرّد امرأة التقيتني في ممر الصُّدفة ذات يوم، عندها كنت تتحضَّر لاستهداف قلبي مسبقًا، يعني لم تكن لديكَ النيَّة الحقيقية لإطلاق مبادرة التقرب الفعلي مني. أحببتني حبًّا مؤقّتًا، مُستضعفًا، تستطيع أن تجد لكَ مخرجًا سهلًا منه، بغية أن تتخلص من إلحاحي عليكَ بالتقدُّم لخطبتي من أهلي، لكنّك بقيتَ تحت طائل التأجيل غير المبرر، والتهرُّب منّي. 

حبنا لم يكُن يومًا دسمًا بالصدق... لم تسانده بالصبر، لم ترِحْهُ على مقعد الاطمئنان، لأنّك رفضتَ أن تمنحه مفتاح الأمان، وفهمتُ من هذه المؤشِّرات أنّ طبقة أحاسيسي الرقيقة بدأت تتعرّض لموجات خبثك الممغنطة، التي أرسلت دائمًا تردّداتك التمويهيَّة، لتشوِّش عليّ رؤية درب التفافكَ الخلفي. تعتقد أنك بهذا الأسلوب تحافظ على نُفوذ رجولتك.  لذلك طلبتُ منكَ كشفًا "لسيرة حياتك" التي لا تُحبِّذ أن تحكي عنها كثيرًا، هنا أحسستُ أنك تستعد للانقلاب على مشاعري في أي لحظة.  

لقد فتَحت لي مُرغمًا مكتبة ذكرياتكَ الخاصّة!، أطلَعتَني على أسرارها، وكانت مكتظّة بالروايات العشقيَّة اللاسلكيَّة، مع أنها فرصة ذهبيَّة لكَ لتزيل بُقَع ماضيك، حرجكَ وأسفكَ!، لكنك لم تُبدِ ندمًا فعليًّا. أدخَلتَني في خندق التَّخوُّف منكَ، وعندما عجزتُ عن فهمك، أقسمتُ أن أسحب من حسابي ما تبقّى من رصيد إخلاصي لك. 

بصراحة لست من المولعات بعالم الإنترنت، وبعد الذي سمعته منك بدأت أتحفَّظ من التوغُّل فيه... أنا متعجِّبة من دخولك في سوق العلاقات الوهميَّة الخطيرة، مع فتيات من الجيل السيبراني، المتوفِّرات دون أي جهد، ألا تَعتبرهن تهديدًا اجتماعيًّا على حياتك، فإذا أردتَ الحفاظ على كرامتي، عليك أن تنبذهن حالًا. هذه المنظومة الافترائية، ستدمر أعصابكَ، لكنّي أدركتُ أنّك شخص غريب ومريب جدًّا، غير قادر على الاندماج مع الواقع الذي من حولك، فرغم بشاعته، ولكن يبقى فيه ضوابط.    

كم من علاقة رقمية حَذَفْتَها، مُرسلًا لهؤلاء الفتيات البائسات مثلك رموزًا تعبيريّة، تدل على انتهاء العلاقة... الأمر معي مختلف تمامًا، فعليكَ أن تتعلَّم درسًا في عالم احترام بنات العائلات اللواتي يُقدِّسن أهميَّة الالتزام، وألّا تتلاعب بعدّاد نباهتي، ألا تخجل أنك منحْتَني عُشرَ تفانيك ووزَّعت البقيّة على المحتاجات إلى عطفكَ؟!!  

بدأت الغيرة تخطو نحوي بسرعة، لأحمي كرامتي من هجمات الشَّك الشرسة، التي ستُدمِّر شبكة هذا الحب بأي وقت!!... وضَعتَني في أسفل أولوياتكَ. طلبت منّي أن أمنحك مهلة محدَّدة للتكفير عن "ذنوبكَ الصغيرة"!! ويبدو لي من هذا التعبير الأملس، أنّك أدمنت على هذا العشق المجهول، ولن ترتد عن عادة ملاحقة النساء المجهولات عبر شبكة الإنترنت!!

لا تحسبني مجرّد بدّالة هاتفيّة، تنصت لخشونة صوتك، من خلال مكالماتكَ، حتّى تُسمِعني عن أهميَّة استقرار علاقتنا، التي حرثت أتلام أيّامها الجميلة خلال لحظات بمحراث غدركَ، فهيهات يا كازانوفا القرن!... يجب أن تعلم أن جدار كرامتي شاهقًا جدًّا، لا يمكنكَ أن تتسلَّق عليه، ما زال يقف حائلًا أمامك، أقوى من أن تخترقه موجات اتصالاتكَ.

لن تنحني كرامتي أمامك! لأنّي ذقتُ في السّابق مرارة انسلاخ وفائي بصورة بشعة عن كيان إيماني بالشبّان، وكدتُ أفقد ثقتي بنفسي، ولن أسمح بتكرارها... ولن أسمح لكَ بتجاوز خط خياري، لأن تصنيفك الشخصي لدي رديء جدًّا... ففكِّر بما قمت به من أفعال مشينة، سترى كم أنت مخطئ واترك ضميركَ يصحو من غيبوبته، لذلك أعذرني ستبقى تحت مجهر كرامتي.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب