قلت لكِ مرارًا، عبر وسائل التواصل الشّخصي، دعي الأمور تأخذ مجراها إلى النهاية... أكره أن أراكِ خاضعةً لأي إنسان، يهدّدك بالإطاحة بحبنا دون أي مبرر، لا تخافي تحذيرات والدتك، رئيسة مجلس أمن العائلة، هناك من يعارض سياستها المعادية لحبنا... المناهضة لمبدأ مناقشة رأيها. بصيص الأمل في قضيّتنا، آتِ من حلفاءك الذين يؤيدون قصة حبنا... لا تُنفّذي مخططها بإبعادك إلى خارج نطاق حبي... رجاءً لا تسمحي لها بالتأثير عليك، لأنها ستكون مَمْسَكًا لها لتبرير تفسيراتها الغريبة، بهدف الطعن بمصداقية حبنا...!!
والدتك تعمل جاهدة وبشتى الأساليب، كي تهين حبنا، إلا أنّني لن ألتزم الصمت، على عملها اللاإنساني، بل سأمارس حقي بالدّفاع عن عهد وفاقنا. تمرّدي على عقوباتها الاجتماعية المفروضة عليكِ، التي حرمتك من أبسط حقوقك وهي حرّيّتك الشّخصيّة باختيار شريك حياتك كبقيّة الفتيات، هذا بحد ذاته إجحاف لا يرضى به أحد... حتّى جميع من حولنا تجمّعوا في ساحة إحقاق الحق، تضامنًا معنا.
من جهتي لن اكف عن إثارة قضية حبنا في جميع المحافل، سأثير الرأي العام ضدها، حتى لو اعتقل النّاس آرائي في سجن التوبيخ القاسي، أو أطلقت والدتك عليّ رصاص شائعاتها وسط ساحة المدينة، فلن تخترق عقلية الوجهاء. بَعدَ أن سمعوا منّي عن أفعالها المخالفة للمبادئ، حظيتُ بتأييدهم، وثاروا ضدّ تعسّف والدتكِ، فهُم ليسوا ساذجين إلى هذا الحد، ولن يُذعنوا لصرخة تشدُّد أمّكِ.
مجتمعنا اليوم أصبح يتمتع بوعي فكري نوعًا ما، لا يصدق بأن هناك أُمًّا اليوم، ترفض شخصًا تحبه ابنتها، بحجة أنه لا يستطيع تنفيذ شروطها غير المنطقية والمعقولة أبدًا، فهي تعتبر حبنا غير متكافئ من الناحية الطّبقيَّة!!
أرسَلَتْ لي حبيبتي مذكِّرة مستعجلة تقول فيها: "ترأست والدتي مجلس العائلة، بعد عزلِها لوالدي عن رئاسته، وعيّنته نائبًا لها بدون أي صلاحيات تنفيذية، لكنّه طلب منها عقد جلسة طارئة للمجلس، يضم كافة أعضاء العائلة الدائمين، وافقتْ على طلبه هذا، للبحث في قضية حبنا العالقة التي قد تؤثر مستقبلاً على علاقة عائلتنا مع بقية الأعضاء"...
...تابعت حبيبتي قائلةً: "عُقِدَ الاجتماع الطارئ، وحاول الأعضاء إقناعها بالعدول عن سياستها المنافية للأعراف الاجتماعية، ليُظهروا لها مدى خطورة خطواتها، وتأثيرها على علاقتنا... تباحثوا معها بشكل مُفَصَّل ودقيق بحيثيات قضيتنا، لإلغاء قرار العقوبات المفروضة عليّ، منذ تقديمكَ طلب مصاهرة أهلي. ساد التّوتّر في الجلسة، مع أن النقاش كان حادًّا، لكن والدتي صدَّت بعنادها، أي محاولة لثنيها عن قرارها...
ذُهلتُ من فحوى المذكِّرة، توقّفَتُ قليلاً، ثم تابعتُ قراءتها: "انتهت الجلسة... وباءت مَهَمّة والدي والأعضاء الدائمين بمجلس العائلة بالفشل... في الماضي كانت والدتي تستشير والدي بكل كبيرة وصغيرة، بتعاون تام، يتّخذان القرارات بحكمة، أمّا اليوم... فقد منحته والدتي، صلاحيات مقلّصة، تتعلق بسياسة حياته الداخلية، فيما يتعلّق بالقضايا المصيرية التي ستغير مجرى حياتي بشكل جذري، فالقرار النهائي لها حصرًا".
تمسّكتُ بها أكثر، أرسلتُ لها ردًّا من خلال رسالة نصيَّة قلتُ فيها: "يجب أن أقابل والدتك حالًا، لأشرح لها ظروف حبنا، لأُنهي صراعنا مع كبريائها، بطرق التفاهم المشروعة، لأنّ الموضوع لا يستحق كل هذا التعنت القائم بيننا وبينها، أعلَم أنها سترفض حتّى رؤيتي، وتعتبر قصَّة حبنا طعنةً لا تُغتَفَر في خاصرة كرامة والدتكِ، غير جديرة بأن ترى النور!!"...
"...في الماضي كان الرَّقيق يباعون في سوق النخاسة، لأسيادهم مقابل ثمن حقير، لكن حبنا هو سيد نفسه، نأبى أن تدفَع أمَّك ثمن بيعه لشخص آخر، بل كلانا سيدفع ثمنه من غلة تضحياتنا ومعاناتنا التي جمعناها طيلة هذه الأزمة المفتعلة. حقًّا لا أدري لماذا لا تهدم والدتك رئيسة مجلس أمن العائلة الموقر، جدار تصلّبها الفكري الممتد على طول حدود علاقتنا، وكأنها تثأر منك لاختياركِ "غير الموفّق"!! إلى الآن لم يصلني رد من حبيبتي، يبدو أن والدتها شدّدت الخناق أكثر على خصوصيّتها، لأن حبَّنا بنظرها بحُكم وقف التنفيذ!!
إضافة تعقيب