news-details

حُبٌّ يقفُ على حافَّةِ النِّسيان | مارون سامي عزّام

غطّى غبار حقدي الكثيف عَينيَ، إنه كان يوم الآخرة لمصيره معي، ولن أرفع سقف غضبي عليه أكثر، لأنّه لا يستحق منّي غضبًا أعظم من هذا، ممّا يصعُب على أعصابي تَحَمُّله، فأقع مرغمةً في شراك الأسى، وهذا التَّمنِّي لن أُحقِّقه له!! أرجعتُ عصر القهر الجليدي إلى حياتي، فانهارت كتله الجليديَّة على حبه، واندفن تحتها وتجمَّد إلى حد الموت، اقتلعتُ "شتلة وفائه" الضّارَّة من "مشتل وعوده"، لئلا تنبت من جديد مثل الأعشاب البرية!! واستطعتُ أن أوقف زحفه القسري نحوي، لئلّا يطلب رحمَتي!!
لن أبقى مُعَلَّقَة مثل قطعة قماش بالية على حبل تحنُّنه، سأعاين لحظة انحراف كوكب حُبِّه الأسود عن مسار سذاجتي، ليُشرق عليّ نور الفرج، عندئذٍ أتأكَّد أنّي تخلَّصتُ منه إلى الأبد. بات يهدِّدني أنَّه سيعود وبيَده أمرًا قضائيًّا يجبرني على تنفيذ حكم إطاعته، وهو يَعَلَم عدم تنفيذي لأحكامه غير الشرعيَّة، لأنها لا تسري عليّ، فكل الفتيات تتجنبه، لأنَّه أصبح وباءً عليهن، يأكل أنسجة ودِّهنَ. 
سيقول لهن إنها مسودة قاتمة لشخصيته الماضية... سيدَّعي بأنّي حطَّمتُ خزان سمعته الذي يفيض عليهن "طيبةً وأدبًا"!، إنّها ليست مسودة، إنما هي صورة طبق الأصل لشخصيته "النضالية" التي يحاول جاهدًا إحياءها!!... أيَّتها الفتيات لا تصغين إليه، فقد أصبح ذكرى أليمة جدًّا، وحصلت النَّكبة، عندما اقتلع من قلبه مشاعري تجاهه بلا رحمة.
إذا فكَّر بأنّي سأصمم رقصة رضاي عنه، لأرقص أمامه مثل راقصة في كباريه دناءته، ليُسمعني قهقهة إذلالي، فإنَّه مخطئٌ حقًّا!!، لأنَّ حَضْرَتَه المهان الفعلي، وأنا الراقصة المسيطرة على غرائزه الوحشية، أدوس على كرامته بقَدَمِي!!، لأثبتَ لهَ أنّي غير نادمة البتَّة على فراقه، بل ذرفتُ على وجنَتَيَّ دموع حبر كتاباته السَّامة، مع أنها كانت حارقة، لكنّي تطهَّرتُ منها.
أزحتُ صخرة حبِّه من دربي، لأراه كما اشتهيتُ دائمًا، بالفعل رأيته يسير وحيدًا وظل عاره يجر أذياله خلفه، كعبدٍ يجر أثقال همومه، أليس هذا ما يستحقه؟!! رغم أنَّه ليس كثيرًا على أمثال ملك الزندقة والعربدة في حانات ملذّاته الذاتية. لن أمنحه ذات يوم ميداليَّة الصَّفح من أجل أن يفاخر بها أمام النّاس، ليُثبت لهم أنّه فاز بي ثانيةً، فلن يحظَى بهذا الشَّرف!!، يكفيني صمودي لوحدي أمام جيش إنقاذه المنهار، الذي ما زال يحاول إلى هذه اللحظة، إخراجي من بين ركام ندمي، لأبعده عن حافَّة النِّسيان!!

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب