news-details

ضَيفُنَا المَقِيتْ

في حَيِّنا ضيفٌ

أتانا يرتدي الشّرَّ وفي عينيه نار

أبلدُ الوجهِ ثقيل الظلِّ يحذوهُ الظلام

شُربُهُ دمٌّ وشمسٌ ليلُه

والوِزْرُ أسدى الضيف َلحمَا ويَسَار

جاءَنا من كَهفِ عُزرائيل

مَخبولًا عَجولًا خَلَّفَ النَّقعَ سِتار

اشمَأَزَّ الحيُّ منهُ عافهُ

مُرتحِلًا من منزل لمنزلٍ

يُرسي به حُزنًا ويُحيي غيمةً سوداء

كالسَّبعِ العجاف

أسغبَت منها الديار

أَزمَنَ فينا كداءٍ قاتلٍ

راعَ الحَمامَ المُحتفِي في ظلِّنا

بات الهديلُ شوقَ فجرٍ بَدَّدَ الأوتار

أيُّ خيارٍ نقتضي للمَأمَنِ أيُّ خيار؟

أجسادُنا ضاقت بنا أرواحُنا تَهجَّدتْ

والنبضُ في القلب يدقُّ كلّ أبواب البِصَار

أينها تلك العصافير

التي قد لامست فينا حياة الطمأنينة

نشتهي الشدو الذي قد نستقي منه السكينة

ضيفُنا يا ضيفنا

ارحم ودودًا عند مرآك تبسَّم

واستقِ منه البراءة كلما

ناديتَه خوفًا تلعثم

ضيفنا .. حتّامَ باقٍ بيننا؟

أشغلتنا فيك نسينا شأننا

ضَجَّت بك دُنياكَ واصفَرَّ الفضَاء

وجهُكَ جفَّ وفارقَهُ الحَياء

نحنُ خِبْنا فانتفضنا نرمي عنّا اللَّومَ

نَتَّهِم القضَاء

والقضاءُ في سُباتٍ لا يفيق

ضَيفُنا يقتات مِمَّا يشتهي حُرًّا طليق..

 

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب