news-details

غادر السرج ظهر الحصانْ

أولئك هم المساكين الطيبون

الأنقياء

أول من اختار الله

وآخر من اختار

قيل: أنهم من سلالة الأنبياء

الهابطين بمظلات السلام من السماء

هم إذن شعب الله المختارْ

لهم في كل عرسٍ قِرص

من نورٍ ونارْ

ولهم في السماوات العلا فضاء

يسكب روح النور

في ذؤابات الأشجار

تضيء الغصونَ

تتبرعم ويخرج النوّار

فتمتلئ سِلال الجياع من الأغيارْ

بما لذٌ وطاب من الفواكه والثمار

إيها الجياع العراة

ألا تشكرون السادة النجباء

ألا تقيمون لهم الصلاة

لمن قدموا لكم ما لذّ وطاب

وأقاموا لكم الخيام في الجوار

وفجّروا لكم الماء

من صخور السراب

أولئك الذين قلبوا المعادلة

ولكي يتأكدوا..

أن لون الورد الجوري احمرْ

برقة لقد أنهوا المجادلة

بعد أن ذبحوا الطفولة قالوا:

إن لون الورد مُزوٌر

وأن الحق هو ما سالْ

فوق التراب وعلى الرمالْ!

ومحبّة في الوصل إليكم

وحرصاً وخوفاً عليكم

أقاموا حواليكم

جداراً وخلف الجدارِ جدار

وخافوا عليكم من عيون النهار

أن تلمحكم وتراكم في البيوتْ

خافوا عليكم من حسد الحاسدين

قرأوا عليكم تعاويذ الكهنوتْ

لتبقوا آمنين مطمئنين

ويحفظكم قلب الظلامْ

في ليل هذه الخِيامْ

والعالم الأبكم الصموتْ

يرددُ في السماوات العلا: آمينْ

***

نحن العالم الحرّٰ.. قلوبنا معكم

من أول النبضِ لآخر النبضْ

وعلينا أن نضحي من أجلكم ولكم

ونمنحكم مكاناً على هذه الأرض

فلا بأس إن كان المكانْ

للأغيار من سلالة كنعانْ

لقد تعذبتم بما فيه الكفاية

فأصبح الوقوف معكم

هدفاً نبيلاً وغاية

يكفي مافعلوه بكم

أتباع ذلك المجنونْ

من سحقٍ ومحقٍ..كما تدَّعون

ولكنْ.. هل من العدالة

أن "تستدّوا" منٌا تلك الديون

ونحن ما كان لنا ناقة ولا جمل

ولا رغبة في هذا الجدلْ

ميزانكم أوضح ما يكون اختلاله

فيه كل المظلمات..

حتّى وإن اعتدلْ

وقائدكم لن يكون بطل

إلّا أذا أشهر السيف

ودوّنفي سجل احتلاله

كم من الأغيار قتلْ

وهل حقاً هو ذا خير العمل

متى ينتهي يا سادتي هذا الزيف

وهل تدرون متى وكيفْ

تفيقون من هذا الخَبلْ!

لماذا تصرّون على تبادل الأدوار

ما الجدوى أن نكون الضحية

مثلما كنتم ذات يومْ

حشرتونا بين الجدار والجدار

وليس أمامنا في هذا الحصار

سوى أن نخاطبكم

كما خاطبتم جلادكم!!

جلادكم كان قاتلْ

وأنتم الضحّية

ونحن الآن في المقابل

ضحيّةُ الضحية!

***

اكتمل الآن الوضوحْ

ومهما تستّر عليكم العالمْ

سيظل المشهد الدامي مفضوحْ

الحقُّ قتيلٌ والجسدُ غادرته الروح

ومع ذلك الجبروتُ زائل

والبرج الآن مائلْ

ومهما ترنّخت الأرضُ من الدم

المسفوح

سيعود الطفل إلى بيته

من كل طرقات المدرسة

وسيعلوفي الحارات صوته

والحق..عدالة الله سوف تحرسه

أرى أن البرج

تواتر في الميلان

وأن السرجْ

غادر ظهر الحصانْ

ولم يعد للغزاة مكانْ

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب